index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
www.araa.sa<br />
العدد<br />
يوليو<br />
109<br />
2016<br />
44<br />
العدد ملف<br />
مقال<br />
عى العرب االلتفات لمكامن الخطر واستشعار التحدي<br />
القادم من العمق االستراتيجي اإلفريقي<br />
اإلسام، وإن كان تاريخيًا، جديدًا على إفريقيا وأهلها، كما<br />
هو على العرب يف شبه اجلزيرة، إال أن العربية كانت متواجدة<br />
على تخوم العالم العربي الغربية )اإلفريقية(، امتدادًا من الضفة<br />
الشرقية لدلتا النيل، وحتى جنوب السودان، على طول الساحل<br />
اإلفريقي للبحر األحمر، وحتى جنوب الصومال، على الساحل<br />
الغربي للمحيط الهندي، بعمق الهضبة األثيوبية. لم يكن لعمرو<br />
بن العاص، مبا لديه من جند ال يتجاوزون بضعة آالف مقاتل من<br />
فتح مصر، لوال القبائل العربية املتواجدة يف سيناء والشرقية،<br />
وعلى حواف ضفة النيل الشرقية، وحتى صعيد مصر. هذه<br />
القبائل العربية لم تقدم جليش املسلمني الفاحت املدد والعتاد<br />
الازم، من باب احلمية العربية إذ لم يدخلوا بعد يف اإلسام،<br />
فحسب... بل قدموا، أيضاً: خدمات »لوجستية« ومعلومات<br />
»استخباراتية« مهمة لها عاقة مباشرة بحاميات ومواقع<br />
اإلمبراطورية الرومانية، التي كانت حتتل مصر، وحتكم شعبها<br />
باحلديد والنار. عمرو بن العاص، استعان أيضاً بهذه القبائل<br />
العربية، التي كانت تتقن اللغة املصرية، يف إدارة حكمه ملصر،<br />
ولم يكونوا بعد قد دخلوا اإلسام.<br />
لقد أخذ من العرب املسلمني أربعة قرون لتصبح مصر والية<br />
عربية خالصة للخافة اإلسامية، حتى أن اخلافة اإلسامية<br />
انتقلت إلى القاهرة لفترة قصيرة بعد سقوط اخلافة العباسية<br />
يف بغداد )10 فبراير 1258م(. لم يأخذ املصريون اإلسام، فقط،<br />
لكنهم أخذوا لغة القرآن )العربية(، أيضاً. حتّى أقباط مصر،<br />
الذين لم يُكْرهوا على ترك دينهم، لم يُحال بينهم وبني كنائسهم<br />
وأديرتهم وصلبانهم ورهبانهم، من قبل احلكم اإلسامي، أقبلوا<br />
على اللغة العربية... وما أن جاء القرن العاشر امليادي إال وكان<br />
معظم أقباط مصر قد دخلوا اإلسام وانصهروا مع أخوتهم<br />
العرب املسلمني.. وما بقي منهم على دينه، ترك لغته القبطية<br />
وجعل اللغة العربية لسانه... حتى شعائر الصاة يف كنائس<br />
أقباط مصر كانت تؤدى باللغة العربية... واستمر هذا األمر إلى<br />
يومنا هذا، حيث أصبحت مصر عربية %100 ومسلمة مبا يزيد<br />
عن %95 من سكانها العرب.<br />
ما تطور يف مصر، من انتشار لإلسام ولغة الضاد، انتشر على<br />
طوال ساحل البحر املتوسط اجلنوبي يف الشمال اإلفريقي، وجزء<br />
كبير من ساحل األطلسي الشرقي من الغرب اإلفريقي. حتى كانت<br />
مدينة ( متبوكتو( وسط النيجر، إلى القرن التاسع عشر، منارة<br />
لنشر اإلسام وحاضرة لتعلم اللغة العربية، يشع نورها منطقة<br />
الصحراء الكبرى، على طول احلافة الشمالية للمنطقة االستوائية<br />
يف وسط إفريقيا. اآلن كل دول الصحراء الكبرى وجنوبها دوالً<br />
إسامية، حترص يف مناهجها التعليمية على دراسة اللغة العربية<br />
وعلوم الدين احلنيف.. وكان لألزهر الشريف يف مصر، وكذا<br />
املعاهد العلمية وجامعات اململكة العربية السعودية، خاصة اجلامعة<br />
اإلسامية يف املدينة املنورة، دورٌ مشهودٌ يف نشر تعلم اللغة العربية<br />
والدراسات اإلسامية يف الدول اإلفريقية، حتى جنوب الصحراء<br />
الكبرى... بل أن األزهر واملعاهد العلمية الدينية باململكة أمتد<br />
برنامجهم للبعوث اإلسامية إلى ما وراء ذلك، خارج إفريقيا، يف<br />
دول جنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية، ودول آسيا الصغرى<br />
وحتى، الصني وكوريا واليابان، يف جتسيد قوي ملا تتمتع به كلٌ من<br />
مصر واململكة العربية السعودية من قوة ناعمة مؤثرة، جتمع موارد<br />
العرب وإرثهم الثقايف واحلضاري، مشرق العالم العربي )اآلسيوي(<br />
ومغربه )اإلفريقي(، على امتداد العاملني العربي واإلسامي.<br />
المد القومي.. ونشأة الدولة الحديثة<br />
بداية القرن املاضي، كانت حقائق اجلغرافيا، بتضاريسها<br />
وبعدها اإلنساني، يفرضان مبنطقهما، سلوك العرب، يف مشرق<br />
العالم العربي )اآلسيوي( ومغربه )اإلفريقي(، معًا. كان حلم وحدة<br />
الشعوب واألرض حاضراً، لدى النخب السياسية على ضفتي<br />
العالم العربي اآلسيوية واإلفريقية، متجذراً يف ضمير الشعوب<br />
العربية، من اخلليج للمحيط. كانت البداية، يف أوج معمعة احلرب<br />
الكونية األولى )1919-1914م(، بطموحات شريف مكة احلسني<br />
ابن علي، إلنشاء دولة عربية واحدة يف مشرق العالم العربي.<br />
من أهم مسببات فشل هذا املشروع، أن طموحات شريف مكة<br />
كانت محدودة، إذ اقتصرت على مشرق العالم العربي )اآلسيوي(<br />
ولم متتد إلى مغرب العالم العربي )اإلفريقي(، بحاضرته العربية<br />
الكبرى )مصر(.. وكذا اعتماد شريف مكة على قوة كبرى )بريطانيا<br />
العظمى(، لها حساباتها االستعمارية، التي لم يفطِ ن إليها، أو أنه<br />
بالغ يف تقديره الهتمام وحاجة اإلجنليز إليه. كانت النتيجة أن<br />
احلسني بن علي لم يحقق طموحاته، بل وخسر إمارته، ذات<br />
املكانة التاريخية واالستراتيجية العظمى، بالنسبة للعاملني العربي<br />
واإلسامي، لصالح عدوه اللدود ابن سعود )امللك عبد العزيز بن<br />
عبد الرحمن آل سعود(، الذي كان أكثر ذكاء وحنكة.. وتواضعا يف<br />
طموحاته.. ودراية بتوازن القوى العاملي، يف فترة ما بعد احلرب<br />
األولى، ومعرفة بحركة التاريخ من شريف مكة احلسني بن علي.