14.07.2016 Views

index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109

index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109

index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

www.araa.sa<br />

العدد<br />

يوليو<br />

109<br />

2016<br />

90<br />

العدد ملف<br />

مقال<br />

تنزيل السياسات األوربية مبنطقة غرب إفريقيا،‏ ألنه من جهة<br />

يتضمن تناقضات كبيرة على مستوى تصور كل دولة من دوله<br />

على حدة،‏ وألنه يجابه حتديات عملية تهم أساس:‏<br />

- مشاكل احلكامة وسبل التنمية وطرق حل النزاعات يف مجال<br />

مستعصي بني الدواعي السياسية والثقافية والدينية؛<br />

- أولوية املستوى األمني يؤدي إلى إشكاالت عملية يف تنسيق<br />

السياسات وتوحيد التصورات،‏ نظرا لتباين املشاكل من دولة<br />

ألخرى وصعوبة توحيد الرؤية؛<br />

- النقص املهول يف بنيات األمن ونسيج دولة القانون القائمة على<br />

وجود مؤسسات قارة وانعدام اجلاهزية واالستقرار السياسي.‏<br />

- إشكال العنف األصولي والديني الذي تداخل مع أبعاد<br />

جيوستراتيجية تتحكم فيها قوى محلية ودولية.‏<br />

وتضع دول االحتاد األوربي إلى جانب ذلك سياسة قائمة<br />

على البعد التجاري واالقتصادي حققت تقدمًا أدى إلى ترابط<br />

كبير بني دول غرب إفريقيا ودول االحتاد،‏ نظرًا للعامل التاريخي<br />

االستعماري والثقايف الذي يربط اجلانبني.‏<br />

خاصة ما سبق أن الدول العربية ودول اخلليج إذا كانت تتبنى<br />

رؤية تقوم على التعاون مع قوة دولية اقتصاديًا وسياسيًا فاألقرب<br />

لتنزيل رؤية متكاملة هو إطار االستراتيجية األوربية،‏ نظرًا الرتباط<br />

الرؤية األمريكية والصينية باملقومات الطاقية ولنزعتها األحادية<br />

وغير التعاونية،‏ لكن مع األخذ بعني االعتبار املعطيات التالية:‏<br />

- أن االستراتيجية األوربية غير متجانسة وغير موحدة إال<br />

يف اجلوانب االتفاقية التي حتاول بدورها أن حتوز الريادة<br />

االقتصادية مبنطقة غرب إفريقيا.‏<br />

- أن دوال بعينها كفرنسا مثا أكثر حضورًا من غيرها من دول االحتاد<br />

األوربي،‏ وذلك راجع لعوامل تاريخية وثقافية واجتماعية ومصلحية.‏<br />

- أن البعد األمني يأخذ مكانًا أكبر يف رؤية الدول األوربية ملنطقة<br />

غرب إفريقيا.‏<br />

- أن أوربا،‏ وفرنسا على وجه التحديد،‏ جتد حرجا يف نسج<br />

سياسة تعاونية مع الدول األخرى،‏ وتعتبر نفسها أولى بتنفيذ<br />

السياسات اإلقليمية،‏ وأي تعاون يجب أن ينخرط خلدمة<br />

مصاحلها أوال.‏<br />

إذن هل ميكن للدول العربية أن تقيم سياسة خاصة ورؤية<br />

ذاتية حضارية مبنطقة غرب إفريقيا؟<br />

اجلواب إيجابي لعدة اعتبارات:‏<br />

- كون املغرب ميكن أن يكون قاعدة لوضع استراتيجيات ناجحة<br />

خلبرته وعاقاته مع دول املنطقة.‏<br />

- وجود عاقات دينية وروابط اجتماعية قوية بني املنطقتني.‏<br />

- نظرًا لإلمكانيات املادية املتاحة وكثرة املجاالت القابلة<br />

لاستثمار باملنطقة وهو ما يدخلها يف مقارنة بني االستراتيجية<br />

السلمية التنموية للدول العربية واالستراتيجيات االستغالية<br />

للدول والقوى الكبرى.‏<br />

ثالثًا:‏ تهديدات إقليمية<br />

كل التصورات التي ميكن نسجها استراتيجيًا مبنطقة غرب<br />

إفريقيا يعترضها نوع آخر من التهديد قادم من التسابق الذي<br />

بدأته منذ فترة طويلة كل من إيران وإسرائيل.‏<br />

ترتكز السياستني اإلسرائيلية واإليرانية يف منطقة غرب<br />

إفريقيا على مقومات متشابهة،‏ وعلى اختاف يف املنطلقات<br />

للتنزيل؛ ففي حني تلعب إسرائيل على وتر التنمية واالنسجام<br />

والتبعية االقتصادية،‏ تضيف إيران لذلك البعد العقدي.‏<br />

تقوم الدولتان معًا بإيفاد رجال السياسة ورجال األعمال<br />

والتقنيني واملهندسني واألطباء قصد نسج عاقات ثقافية<br />

خاصة،‏ وتقومان من جهة أخرى بإبرام عقود مرتبطة بقطاعات<br />

إنتاجية وتصدير الساح أيضً‏ ا.‏<br />

وتتنامى العاقات التجارية بني إسرائيل وإيران من جهة ودول<br />

القارة من جهة أخرى يف اجتاه يضمن والءات خاصة لهاتني الدولتني<br />

من طرف دول القارة،‏ ناهيك عن الصراع للتحكم يف الثروات<br />

الطبيعية التي تزخر بها القارة والسيما املعادن النادرة والنفسية.‏<br />

ومن جهة أخرى،‏ ميكن التأكيد على ضرورة إياء اهتمام<br />

خاص ملدخل الصراع الديني بني اإليرانيني والدول العربية السنية<br />

وعلى رأسها دول اخلليج،‏ حيث تستثمر إيران ما تسميه اجتاهات<br />

التطرف السني يف إفريقيا للتحول نحو املذهب الشيعي،‏ ويجد<br />

ذلك صدى مقبوال حتى لدى بعض القوى الدولية.‏<br />

اخلاصة أن املدخل األساسي للتعاون بني الدول العربية عمومًا<br />

ودول اخلليج على وجه التحديد ودول غرب إفريقيا هو املدخل<br />

االقتصادي الذي يشمل تعزيز االستثمارات والتجارة اخلارجية<br />

وكافة أشكال التعاون،‏ نظرًا لكون املنطقة األقرب لوضع رؤية<br />

محكمة تشمل أيضا التعاون يف املجاالت السياسية واألمنية األخرى<br />

وهو ما سيعود بالنفع الكبير على اقتصاديات الدول العربية،‏<br />

ويساهم يف تنويع مداخيلها املرتكزة بشكل كبير على النفط.‏<br />

كما أن االستراتيجية العامة ميكن أن تقوم على جناحني<br />

وقوتني؛ جناح غرب إفريقيا بالتركيز على مكامن قوة الدول<br />

العربية لشمال إفريقيا والسيما اململكة املغربية،‏ وجناح شرق<br />

إفريقيا باستعادة الدور املصري التقليدي،‏ لكن برؤى منطقية<br />

وقابلة للتحقيق وتنسيقية تأخذ بعني االعتبار احملددات التي<br />

تنجح االستراتيجية وتتجاوز العراقيل.‏<br />

‏*أستاذ العالقات الدولية،‏ جامعة محمد األول،‏ وجدة،‏ اململكة<br />

املغربية.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!