وداع ولقاء في بلاد الش

وقفت بعد انصراؼ الضيوؼ مثؿ وقفتيا اآلف أما النافذة.‏ كاف أصحاب
زوجيا قد أكموا في غرفة الطعا وانصرفوا!‏ كانت قد رحبت بي كما كانت أميا
فاطمة ترحب بضيوؼ زوجيا.‏ تفقدت مايستكمؿ السفرة.‏ ث أطمت مف نافذة بيتيا
في صفد الجبمية عمى قضائيا.‏ وتفرجت عمى قناديؿ بيوتيا،‏ ولمست خطوط
الجبؿ عمى األفؽ.‏ استندت إلى طرؼ النافذة العريض ونفرت منيا آىة طويمة:‏
صرت سيدة بيت،‏ ياسعيد!‏ صرت!‏ لكف ىؿ ىذا سعادة أ شقاء؟ أجيضت،‏
ياسعيد!‏ يبدو أني مازلت أرتعش مف ذكريات األمس!‏ الأستطيع البكاء.‏ أقوؿ
لنفسي:‏ ابكي!‏ وأضغط صدري بيدي.‏ ولكف مافائدة الدموع!‏ يجب أف أكوف صافية
الذىف ألستمع إلى عبد الرحي وىو يروي لي أخبار يومو ويسألني المشورة!‏
عندما زارىا بوينا،‏ دوف أف تطمبو،‏ ليطمئف عمييا قالت لو:‏ أقدر عنايتؾ
وصدقؾ.‏ لكف فيؾ عمة واحدة.‏ ضحؾ:‏ أعرؼ ماىي!‏ لكف تذكري،‏ ياست سعاد،‏
أف أمي فمسطينية.‏ لست مياجرا!‏ أعرؼ،‏ أعرؼ،‏ يابوينا!‏ لكف أيف قمبؾ!‏ معي أ
معنا؟ قتمت خالي المستوطنة التي دشنيا ىربرت صموئيؿ،‏ ول يخرج في جنازتو
صاحبو الحاخا الفمسطيني!‏ انحنى ليا بوينا:‏ تعرفيف ك أقدرؾ،‏ ياست سعاد!‏
ىاىي تقؼ وحيدة أما النافذة،‏ وعبد الرحي في المعتقؿ.‏ يتبلمح ليا بحر
عكا وزوارؽ الصياديف،‏ وتش عبؽ البحر الرطب.‏ ىؿ أخطأت في الزواج مف عبد
الرحي،‏ ياربي؟ ولكف لو تزوجت آخر أكنت سعيدة؟ مف ينجو مف مصير بمده،‏
ياسعاد،‏ مف؟
- 021 -
www.alkottob.com
www.alkottob.com