21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

تتجاىمو.‏ رأتو منور مرتبكا فكتمت ضحكتيا.‏ أجمس ليمى عمى ركبتيو وقاؿ ليا:‏<br />

معتص مشغوؿ،‏ ومنور مشغولة.‏ فمنؤجؿ سفرنا إلى البحر حتى الصيؼ!‏ ل ترد<br />

ليمى عميو.‏ نيضت عف ركبتيو،‏ أدارت لو ظيرىا ومشت إلى خصّ‏ النافذة!‏ تفرج<br />

عمى قامتيا الصغيرة.‏ قاؿ كؿ شيء <strong>في</strong>يا لو:‏ لف أصدقؾ!‏ شعر بشوؽ محرؽ<br />

إلييا.‏ ل تعد تيرع إليو منذ تسمع المفتاح <strong>في</strong> قفؿ الباب.‏ ل تعد تركض لتجمس<br />

<strong>في</strong> حضنو كأنو مكانيا الطبيعي.‏ وعندما كاف يدخؿ إلى غرفتيا ليقبميا قبؿ أف<br />

تغفو ل تعد ترفع ذراعييا لتعانقو،‏ بؿ صارت تغمض عينييا كأنيا نائمة.‏ حرمتو<br />

مف نزىتو معيا <strong>في</strong> شارع بغداد،‏ مستعممة الكممة التي احتفى بيا ‏"مابدي"!‏<br />

واكتشؼ أنو صار معجبا بيا!‏<br />

قالت لو منور أخيرا:‏ فمنذىب إلى بيروت يو الجمعة!‏ سأحضّر فطائر<br />

بالجبف والمح،‏ وسأضع <strong>في</strong> السمة بندورة وخيارا وفواكو وقنينة مف ماء ال<strong>في</strong>جة.‏<br />

اشتر أنت بسطرما مف دكاف صديقؾ األرمني،‏ ولنحمؿ لعارؼ ابراىي عمبة مف<br />

حمويات <strong>الش</strong>ا!‏<br />

برقت عينا ليمى.‏ حممت حذاءىا األسود المميع ووضعتو قرب فراشيا.‏<br />

ووضعت فوقو جوربيا األبيض القصير.‏ ابتسمت منور،‏ وأبعدت الحذاء عندما<br />

غفت ليمى.‏ قالت لبياء:‏ ال أ<strong>في</strong> لماذا اىتمت بالحذاء ال بالثوب!‏ تفرج بياء عمى<br />

ليمى النائمة.‏ وتمنى أف يممس أىدابيا الطويمة،‏ ووجييا المستسم لمنو.‏ ك يجب<br />

أف تكوف الدنيا حموة،‏ يامنور،‏ كي يعيش <strong>في</strong>يا األطفاؿ!‏ استدارت منور كيبل تسألو:‏<br />

كيؼ خطر لؾ أنيا ستكوف حموة؟<br />

ر كبوا إحدى سيارات أبي رياح.‏ اختارت ليمى أف تجمس قرب أبييا.‏ وبدأت<br />

رحمة لف ينساىا بياء.‏ راقب ليمى وىي تتفرج عمى الطريؽ.‏ ىؿ يكتشؼ الدنيا بيا؟<br />

متى تفقد األشجار جماليا،‏ والسماء روعتيا؟ نضيع ألوانيا يو نتعودىا!‏ تصبح<br />

الحياة أياما ذات أرقا نسجؿ أننا قطعناىا كالعدائيف،‏ الكإنساف يتذوقيا وىو ي<strong>في</strong><br />

أنيا حياتو التي ال يستطيع أف يستعيدىا!‏ تفرجت ليمى <strong>في</strong> دىشة عمى الجباؿ<br />

الجرداء عمى طر<strong>في</strong> وادي الحرير،‏ وأشارت لو بصمت إلى األشجار التي نبتت<br />

وسط الصخور.‏ ل تتكم،‏ كأنيا التريد أف تفسد بصوت ميابة ما تراه.‏ وتساءؿ<br />

بياء ىؿ تحمؿ الصخور آثار أزمنة،‏ منيا زمف ميسموف،‏ كي ترمي ىذه الميابة<br />

حتى عمى طفمة؟ عندما أطمت ليمى مف ظير البيدر عمى سيؿ متسع وضعت<br />

ك<strong>في</strong>ا عمى صدرىا،‏ كأنيا تكت شيقتيا.‏ مدت رأسيا كأنيا تريد أف ترى قعر الودياف<br />

التي عبرتيا السيارة <strong>في</strong> صوفر.‏ وعندما أشار ليا بإصبعو إلى البحر البعيد،‏<br />

- 532 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!