وداع ولقاء في بلاد الش
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الذىب مف مدعوي القصر، والناس <strong>في</strong> بيروت يموتوف مف الجوع!<br />
فتحت مرجانة عينييا عمى ضوء غرفة ن<strong>في</strong>سة. ث سمعت الغناء مف القاعة.<br />
رأت مف نافذتيا باب القاعة مغمقا. معنى ىذا أف ن<strong>في</strong>سة ال تريدىا. آه، يان<strong>في</strong>سة<br />
خان، لو تضعيف خبزتؾ عمى جبنة ابف الكحاؿ! لو تفتحيف بيتؾ البنتيؾ! لكنؾ<br />
ال تستطيعيف أف تعيشي كالناس! نزلت بابنتؾ االولى مصيبة بزواجيا. لكف لماذا<br />
ل تتزوج البنت الثانية رجبل يميؽ بيا؟ ما ذنبؾ أنت؟ ال تمومي نفسؾ يان<strong>في</strong>سة<br />
خان، عمى ذنوب غيرؾ! ل يكف مف مقامؾ غير خالد آغا. حتى ابف الكحاؿ، وال<br />
تؤاخذيني عمى صراحتي، ليس مثمؾ. أنت مثؿ النار وىو مثؿ لوح الثمج. تصميف<br />
إلى آخر الحارة قبؿ أف يخرج مف الباب! حظؾ سيء يان<strong>في</strong>سة خان، مع أنؾ حموة<br />
وظريفة وغنية، "مكمّمة" ما شاء اهلل!<br />
بعد أيا طمبت ن<strong>في</strong>سة مف مرجانة أف تمشي معيا. التقتا بابف الكحاؿ <strong>في</strong><br />
مخزنو <strong>في</strong> باب البريد ومشوا إلى رجؿ ال تعرفو مرجانة. رجؿ حكومة! أشارت ليا<br />
ن<strong>في</strong>سة: ىنا! فوضعت مرجانة بصمتيا عمى الورؽ. <strong>في</strong> المساء قالت ليا: يامرجانة<br />
تنازلت لؾ عف دكانيف <strong>في</strong> سوؽ مدحت باشا، وعف بيت <strong>في</strong> "مادنة <strong>الش</strong>ح". مع<br />
أنؾ ل تعديني بعد بما سأطمبو منؾ! خمنت مرجانة أنيا وضعت <strong>في</strong> الصباح<br />
بصمتيا عمى ورقة ميمة. لو طمبت ن<strong>في</strong>سة منيا روحيا لقدمتيا ليا، بعد ىذا العمر<br />
الذي أمضتو معيا. ل تعطيا ن<strong>في</strong>سة ثوبا مف مبلبسيا بؿ "قطعت" ليا أقمشة<br />
اختارتيا مرجانة. اشترت ليا أحذيتيا مف المخزف الذي تشتري منو لنفسيا<br />
األحذية. مشت معيا <strong>في</strong> سوؽ الحميدية بيف المخازف وسألتيا ماذا تشتييف! قالت<br />
ليا ن<strong>في</strong>سة: اسمعي يامرجانة، الكبر والمرض قدر عمى الناس. عديني بأف تقفمي<br />
عمي الباب إذا ضيع العمر عقمي! إياؾ أف تفتحي الباب وقتذاؾ حتى البف<br />
الكحاؿ! ال تتركيني أظير أما الناس إذا مرضت مرضا "يبيدلني"! بكت مرجانة<br />
كما يبكي طفؿ فقد أمو. فربتت ن<strong>في</strong>سة عمى يدىا: قمت لؾ مائة مرة تزوجي<br />
يامرجانة! لكف اآلف ما عاد يمكف أف تتزوجي أي رجؿ. ال تتزوجي إال مف ينتقيو<br />
لؾ ابف الكحاؿ <strong>في</strong>و يعرؼ الرجؿ الطيب مف الرجؿ الذي قد يطمع <strong>في</strong>ؾ و<strong>في</strong>ّ! ليت<br />
الدنيا يامرجانة حب وعواطؼ رائقة فقط! <strong>في</strong> الدنيا شر كثير يصعب عمى الطيب<br />
أف يحمي نفسو منو!<br />
جففت مرجانة دموعيا: ياست ن<strong>في</strong>سة، ما شاء اهلل، أنت <strong>في</strong> عز قوتؾ. تيتز<br />
األرض تحت قدميؾ إذا مشيت! مازلت تشط<strong>في</strong>ف أرض الدار <strong>في</strong> الصباح كالصبايا<br />
وتتعم منؾ ذلؾ منور خان! مازالت شييتؾ لؤلكؿ كما كانت طوؿ عمرىا!<br />
- 455 -<br />
www.alkottob.com<br />
www.alkottob.com
Change language