21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

االحترا إلى أبيو.‏ وخطر لبياء أف خالد آغا كاف أسير ىيبتو،‏ وأف أمثالو البد أف<br />

يكونوا وحيديف.‏ وبدا لو أف ن<strong>في</strong>سة وحدىا استطاعت أف تكوف قريبة منو ألنيا <strong>في</strong><br />

ىذا الوجو تشبيو،‏ وربما ألنو أحبيا!‏<br />

انتظر الركاب أف يستدير بياء عف الضريح إليي.‏ ىؿ خمف أحد أف عبلقة<br />

بياء بميسموف عبلقة خاصة؟ ىؿ انتبو أحد إلى رعشتو؟ <strong>في</strong> مكاف ما مف ىذه<br />

الروابي بقي أبوه!‏ اختار خالد آغا لنفسو القمة التي تناسب مسار حياتو،‏ ورد بذلؾ<br />

ما أنزلو بو االتحاديوف مف ميانة العزؿ!‏ كاف كالضباط الذيف خرجوا إلى ميسموف،‏<br />

متخرجا مف أفضؿ الكميات العسكرية <strong>في</strong> زمنو.‏ كاف يكنز الخبرة العسكرية<br />

والمعرفة بالببلد العثمانية.‏ لكنو أبعد،‏ وبقي ميجورا مع أوسمتو وسيفو حتى أيا<br />

ميسموف!‏ استعاد عندئذ مكانتو وفرض المكاف الذي ييبو خبرتو وييديو حياتو!‏<br />

توقؼ الركاب <strong>في</strong> الجديّدة.‏ الحدود التي اخترعيا االنتداب!‏ وانقبض قمبو.‏ <strong>في</strong><br />

شتورا ترؾ السيارة المسافرة إلى بيروت،‏ وانتظر سيارة تنقمو إلى زحمة.‏ تبع<br />

العبلمات التي وص<strong>في</strong>ا لو تاجر العباءات <strong>في</strong> سوؽ مدحت باشا.‏ وطمب الرجؿ<br />

الذي يقصده <strong>في</strong> زحمة.‏<br />

فاوض بياء تاجر السبلح وىما جالساف إلى طاولة عامرة بصحوف المازة<br />

والعرؽ الزحبلوي.‏ مف يستطيع أف يخمف حديثيما وىما يرفعاف األنخاب؟ سيصؿ<br />

السبلح إلى الحدود السورية.‏ واجب بياء أف يدبر نقمو مف ىناؾ!‏<br />

تدفؽ عمى بياء فرح منعش بعد إنجاز ميمتو.‏ مشى عمى ضفة البردوني.‏<br />

تفرج عمى واجيات البيوت التي تطؿ عمى النير.‏ ما أجمميا!‏ ألذلؾ أحب زحمة؟<br />

ولماذا يتذكر ذلؾ اآلف؟ عبر الجسر الضيؽ عمى البردوني إلى بيت تتقدمو شرفة<br />

مظممة باألشجار.‏ فتحت لو الباب صبية.‏ مف يريد؟ ومف ىو؟ بؿ أسألؾ أنت مف؟<br />

ل تكوني قد ولدت عندما كنت أزور أىؿ ىذا البيت!‏ أطؿ مف خم<strong>في</strong>ا رجؿ:‏ ل<br />

يتغير صوتؾ،‏ بابياء بؾ!‏ تعاؿ أعانقؾ!‏ ياخواجة الياس،‏ ل أنتبو إال اآلف إلى أف<br />

ىذه <strong>الش</strong>رفة أما بيتؾ صممت ليجمس <strong>في</strong>يا مف ال يجدؾ <strong>في</strong> البيت.‏ مع أني<br />

جمست عمى ىذا المقعد منتظرا عودتؾ ذات يو!‏ قمت لي يومذاؾ اسبقني،‏ وتبعت<br />

شابة سحرتؾ رأيناىا مع أىميا <strong>في</strong> المطع عمى البردوني.‏ كدت أغفو عمى ىذه<br />

<strong>الش</strong>رفة وأنا أنتظرؾ!‏ رنت ضحكة الياس،‏ وانتبو إلى عمب الحمو التي تركيا بياء<br />

عمى األرض:‏ حمويات <strong>الش</strong>ا!‏ احممييا ياسوزاف!‏<br />

ل يقبؿ الياس أف يعود بياء إلى دمشؽ <strong>في</strong> اليو نفسو.‏ ستبقى الميمة عندي!‏<br />

قؿ لي،‏ كيؼ خطرنا ببالؾ؟ ال تسمني،‏ ياخواجة الياس!‏ ترمينا الدنيا مرة إلى ىنا<br />

- 325 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!