21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

عكا القديمة <strong>في</strong> أماف.‏ لكف كيؼ تصؿ عائشة إلى بيتيا <strong>في</strong> عكا الجديدة؟ عبرت<br />

جامع الجزار إلى موقؼ الباصات.‏ سمعت الرصاص فركعت قرب باص.‏ ستبكي؟<br />

عيب!‏ رأت مف تحت الباص حنطورا نادتيا منو نساء:‏ عائشة!‏ تعالي،‏ اركضي!‏<br />

ركضت إليي.‏ بقيت <strong>في</strong> بيت صديقات أميا حتى ىدأ ‏"الطخ".‏ وعندما أوصموىا<br />

إلى البيت كانت سعاد تفور،‏ بيف ماجرى قرب بيتيا وبيف قمقيا عمى عائشة التي<br />

ل تعد بعد مف المدرسة.‏<br />

ىؿ قررت المصفحة الييودية أف تتوقؼ قرب بيت سعاد؟ أ أوق<strong>في</strong>ا العرب؟<br />

سمعت سعاد صوت الرصاص فأطمت مف النافذة.‏ ورأت المصفحة التي كانت <strong>في</strong><br />

طريقيا مف حيفا إلى نياريا مارة بشارع بيروت،‏ واقفة.‏ والعرب يرمونيا بالرصاص<br />

مف الحدائؽ التي تمترسوا <strong>في</strong>يا.‏ توقؼ عبد الرحي عمى بعد مف بيتو محتميا<br />

بجدار.‏ خفض رأسو وركض إلى خمؼ البيت.‏ لمحتو سعاد يتحدث <strong>في</strong> الحديقة مع<br />

مسمحيف.‏ ىؿ تستطيع مف بعد أف تخمّف مايقوؿ لي،‏ ىؿ تستطيع أف تصرخ،‏<br />

انتبيوا؟!‏ ماأصعب أف تكوف متفرجة عمى صراع التستطيع أف تساى <strong>في</strong>و فتتقاس<br />

الخطر والرد عميو!‏ رأت المصفحة ساكنة.‏ والرجاؿ يتقدموف منيا.‏ <strong>في</strong>مت أني<br />

اليصغوف إلى تحذير عبد الرحي.‏ ماىذا؟ تشعر بوخز حار <strong>في</strong> يدييا،‏ وتسمع<br />

خفقاف قمبيا.‏ تكاد تقع عمى األرض لكنيا تثبّت نفسيا أما النافذة.‏ الأحد يستطيع<br />

أف يفعؿ شيئا وال زوجيا الواقؼ <strong>في</strong> طرؼ الحديقة!‏ رأت ابنيا راكضا مع <strong>الش</strong>باب<br />

نحو المصفحة،‏ ورأت المصفحة تطمؽ عميي النار.‏<br />

كيؼ نجا ابنيا؟ يبدو أنو رمى نفسو عمى األرض أو أف شابا رماه.‏ يبدو أف<br />

رجبل غطاه بجسمو!‏ لف تكتشؼ أنو ل يقتؿ إال بعد انصراؼ المصفحة التي<br />

انتظرت <strong>الش</strong>باب حتى اقتربوا منيا وصادتي.‏ مرة أخرى احمموا،‏ يارجاؿ عكا،‏<br />

شيداءك عمى األكتاؼ!‏ أضيفوى إلى شيدائيا!‏<br />

- 559 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!