وداع ولقاء في بلاد الش
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الراعي رأسو ليرى الطائرة، لكنو ل يرتعش. انتظر كحمداف أف يرمى عميو "قازاف".<br />
لكف يبدو أف الطائرة ل تشؾّ <strong>في</strong> الراعييف فابتعدت. وربما كانت تبحث عف الثوار<br />
فم تجدى! بصؽ حمداف: حرمونا أف نكوف شيداء! تنيد الراعي، وانساب حمداف<br />
<strong>في</strong> وجده <strong>في</strong> نيار مشمس مف <strong>الش</strong>تاء. كاف كمف يمشي إلى موعد مع سعاد! خيؿ<br />
إليو أف عبقا ىؼّ عميو فتوقؼ ليستنشقو بعمؽ. أمتعو أنو يسوؽ قطيعا لييديو.<br />
وابتس: فاتني أف أىدي سعاد مثؿ ىذه اليدية! وتصور أنو يسوؽ قطيعا إلى بيت<br />
قدري ليسترضي سعاد! كاف يستمتع بجنوف اليستطيعو غيره. تمؾ ىي الحرية!<br />
الجنوف؟ يسموف قدرتؾ عمى االنطبلؽ جنونا! يسموف الحرية التي تحمي نضارة<br />
العواطؼ جنونا! فميسمحوا لشخص واحد أف يعيش <strong>في</strong> الفبلة كالزنبقة البرية،<br />
جميمة بشوكيا وزىرىا!<br />
ل يباؿ حمداف بدىشة الحراس الذيف القوه. بدوا كفبلحيف. ال تغشونني<br />
ياشباب! انقموا أف حمداف مف الناصرة يحمؿ ىذا القطيع ىدية لمثوار، وأنو يريد أف<br />
يقابؿ بياء إذا كاف بينك! كانت أخبار القطيع قد وصمت إلى المقاتميف منذ طمب<br />
حمداف وىو يشتريو أف ينتقى ألنو ىدية لمثوار. عندما نقؿ لبياء أف شخصا يسأؿ<br />
عف رجؿ اسمو بياء، ىمس لنفسو: مف يختار قطيعا ويمشي بو إلى الثوار غير<br />
حمداف! أيف أنت ياسعاد!<br />
اندفع حمداف وعانؽ بياء، وبقي برىة ساكنا <strong>في</strong> عناقو. <strong>في</strong> بياء دموعو،<br />
فأمسؾ بك<strong>في</strong>و وشغمو بتقديمو ألصحابو دوف أف يذكر أسماءى، وتركو يستمتع<br />
بالحفاوة، ث مشى بو إلى زيتونة عتيقة سجؿ تحتيا بعض كممات <strong>في</strong> دفتره <strong>في</strong><br />
ذلؾ اليو. ما أكثر الزيتوف العتيؽ <strong>في</strong> فمسطيف، ياحمداف! وك أحبو!<br />
سكب حمداف ما <strong>في</strong> قمبو تحت الزيتونة أما بياء. وجد إنسانا يستطيع أف<br />
ي<strong>في</strong> الوجد الذي ال تطفئو أحداث كبيرة وأيا مضطربة بؿ يمتيب بيا. مف ي<strong>في</strong><br />
ذلؾ غير بياء! صحيح ياحمداف، الأحد أكبر مف الحب! دفعنا الحب إلى ىنا،<br />
وما أعجب أف تدفعنا الرغبة المشتعمة بالحياة، حتى الموت! لكف ياحمداف.. مد<br />
حمداف ذراعو ووضع كفو عمى ف بياء. اليريد أف تفسد "لكف" سعادتو بأنو وجد<br />
مف ي<strong>في</strong> وجده! دع "لكف" لآلخريف، وما أكثرى!<br />
حدّث حمداف بياء عف عبد الرحي. روى لو نقمتو عميو ألنو دوف سعاد.<br />
أوقفو بياء: ىذا رجؿ وطني! رد حمداف: مف قاؿ غير ذلؾ؟ لكنو دبّ ، وىي<br />
كالعصفور! ىذا الرجؿ ال يناسبيا! اسمع ياحمداف، ل يجبرىا أحد عمى الزواج<br />
منو. بؿ أعرؼ العكس! عندما أطرؽ حمداف مجروحا، ند بياء عمى ماقالو. أتى<br />
- 223 -<br />
www.alkottob.com<br />
www.alkottob.com
Change language