21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

كيؼ حالي أنا؟!‏ كيؼ حالك أنت؟!‏ خذوا الغرفة التي حجزتيا لضيو<strong>في</strong>!‏<br />

يالمغربة <strong>في</strong> الفندؽ!‏ أحبت فرجيني الفنادؽ يو كانت تنزؿ <strong>في</strong>يا سائحة،‏<br />

تغترب حتى تشتاؽ إلى بيتيا.‏ تجولت <strong>في</strong> لبناف ومصر سعيدة،‏ تأكؿ <strong>في</strong> المطاع<br />

وتشتري مف األسواؽ.‏ أكاف سبب تمؾ السعادة أنيا مطمئنة إلى مدينة تركت <strong>في</strong>يا<br />

بيتيا الذي ستعود إليو؟ أف طريقيا مفتوح إلى ببلدىا؟ أف أصحابيا آمنوف<br />

ومدينتيا سميمة؟ <strong>في</strong> الفندؽ شعرت ىذه المرة بأنيا عارية،‏ دوف حقيبة،‏ دوف ثياب.‏<br />

ليس لدييا مايثبت أنيا عاشت حتى اليو.‏ ليست لدييا حتى صورة مف صورىا!‏<br />

<strong>في</strong>ميا أنيس عندما لمح <strong>في</strong> الميؿ بريؽ عينييا.‏ قاؿ ليا وقت الغداء:‏ وجدت بيتا<br />

<strong>في</strong> حريصا!‏ وطمبت خياطة ستزورؾ لتخيط لؾ ثيابا!‏<br />

يا<strong>في</strong>كتوريا،‏ سنترؾ الفندؽ <strong>في</strong> الميؿ!‏ الأريد أف يراني أحد <strong>في</strong> قميص النو!‏<br />

يافرجيني،‏ خذي ثوبا مف ثيابي!‏ أو اصبري حتى أنزؿ إلى السوؽ وأجد ثوبا<br />

يناسبؾ!‏ يبحثوف ليا عف ثوب وثيابيا معمقة <strong>في</strong> خزائف بيتيا <strong>في</strong> عكا!‏ تشعر اآلف<br />

بأنيا دوف ببلد!‏ ألذلؾ قالت ألنيس سأعود معؾ إلى عكا؟ رد:‏ لو كنت قادرة عمى<br />

البقاء ىناؾ لما رحمنا!‏<br />

ترؾ ليا مالديو مف الماؿ.‏ قاؿ:‏ أبقينا بعض حسابنا <strong>في</strong> بنؾ باركميس.‏<br />

اسحبي منو حاجتؾ <strong>في</strong> غيابي.‏ وسافر إلى عكا.‏ بيف عكا وبيروت رمية حجر <strong>في</strong><br />

األيا العادية،‏ لكف ىذا زمف حرب!‏ مع ذلؾ،‏ يجب أف تظير فرجيني أنيا مطمئنة<br />

عميو!‏ ويجب أف يظير أنو مطمئف عمييا!‏ يالممسرحية التي اضطررنا إلييا!‏<br />

يعرؼ سائقو السيارات أف الطريؽ خطر إلى عكا.‏ فالييود يخترقوف الجميؿ<br />

والعرب يقاوموني <strong>في</strong>و.‏ لكني يعبروف لبناف مع العائديف إلى مدني وقراى <strong>في</strong><br />

فمسطيف.‏ بعض ىؤالء يتسمؿ ليستقر <strong>في</strong>يا حتى يطرد منيا أو يقتؿ <strong>في</strong>يا.‏ وبعضي<br />

ليتناوؿ مف بيوتو بعض مايحتاجو منيا إلقامة قصيرة.‏ ويعود الرجاؿ الذيف أوصموا<br />

نساءى وأوالدى إلى لبناف وسورية،‏ وينتظروف <strong>في</strong> بمدى أف ‏"تيدأ األحواؿ".‏<br />

سافر أنيس مثمي <strong>في</strong> سيارة.‏ مرة أخرى إلى الناقورة.‏ التقمؽ،‏ سنصؿ إلى<br />

عكا!‏ أعرؼ الطرقات فإذا سدّ‏ طريؽ سمكت آخر!‏ أعبرىا كؿ يو!‏ أمس ىج<br />

الييود عمى ‏"<strong>الش</strong>جرة".‏ ردّتي قوات اإلنقاذ!‏ بيف السائؽ وبيف أنيس اآلف رابطة<br />

الحياة والموت.‏ سيفترقاف قريبا ولكف كبل منيما سيبقى <strong>في</strong> ذاكرة اآلخر.‏ ىؿ أنت<br />

حقا سائؽ فقط؟ أصبحت مشاركا <strong>في</strong> الحرب،‏ ياأستاذ أنيس!‏ أنقؿ رجاال مسمحيف<br />

ورجاال راجعيف إلى بيوتي مثؿ حضرتؾ،‏ وأنقؿ أسرا ىاربة مف جين.‏ لو تعرّفني<br />

إلى كاتب يكتب رواية ألحكي لو ماذا عبأت <strong>في</strong> ىذه السيارة!‏ ياأستاذ أنيس،‏ التم<br />

- 574 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!