21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

وأنو يجب أال تكوف الوكالة الييودية كحاك البمد!‏ سألتو:‏ واليجرة؟ رد:‏ يجب أال<br />

تستوعب الببلد إال ماتستطيع!‏ مف يقدر ذلؾ؟!‏ وكيؼ؟ يعني ل ي<strong>في</strong>موا أف استيراد<br />

الييود إلى ببلدنا ىو المصيبة!‏ والوطف الصييوني؟ اليعني أف يفقد العرب<br />

مكاني!‏ قالت:‏ ىذا كبل!‏ يريدوف أف ييدئوا غضب الناس!‏ آه ياعبد،‏ ك مرة<br />

سنستقبؿ المجاف ونودعيا،‏ ونقرأ توصياتيا المراوغة!‏ يضيع اإلنكميز الوقت بالمجاف<br />

وخبلؿ ذلؾ يتسمؿ الييود بيجرة سرية وىجرة عمنية وسيعطيي اإلنكميز أراضي<br />

الدولة حتى يبمعوا الببلد!‏<br />

بيف ىبة البراؽ وثورة زمف سيمر كممح البصر.‏ لذلؾ تذكرت سعاد<br />

<strong>الش</strong>عر األندلسي الذي يمر <strong>في</strong>و الميؿ كممح البصر.‏ وسمعت صوت سعيد.‏ لماذا<br />

صارت تتذكره دوف دموع؟ أيجفؼ الزمف دمعنا،‏ ياسعاد؟ بدت ليا أيا اضطراب<br />

القمب بعيدة جدا.‏ وكأنيا انتبيت إلى حاجة العواطؼ لزمف تمتد <strong>في</strong>و.‏ وبدا ليا<br />

عندئذ ىوؿ أال يترؾ حتى لمحزف عمى القتمى زمف يتأمؿ <strong>في</strong>و األحياء المقتوؿ<br />

والمفقود!‏ أي اعتداء عمى الموتى وعمى األحياء!‏ أي اعتداء عمى الحب!‏ أل تأكؿ<br />

الحرب موت فاطمة التي تستحؽ أف تحزف عمييا بحرة طبرية وأشجار الماندريف<br />

وزرقة السماء؟ كاف أصحابيا <strong>في</strong> دمشؽ وبيروت وحيفا ومصر ومع ذلؾ ذىبت<br />

‏"كشربة المي"‏ ألنيا ماتت <strong>في</strong> أوؿ الحرب العامة!‏<br />

- 84 -<br />

0936<br />

ل تيدأ الببلد.‏ إضرابات،‏ فبلحوف مسمحوف يياجموف المستوطنات والجيش<br />

اإلنكميزي.‏ إضراب <strong>في</strong> يافا.‏ اصطدا <strong>في</strong> القدس.‏ مف حظ عبد أنو ل يكف معتقبل<br />

عندما نزلت سعاد إلى القدس لتمشي مع النساء <strong>في</strong> مظاىرة القدس.‏ فتفرج عمييا.‏<br />

نع،‏ ميزىا بيف النساء!‏ رجعت متأخرة.‏ قاؿ مميوفا:‏ قمقت عميؾ!‏ نظرت إليو كأنيا<br />

التعرفو.‏ كيؼ ل ي<strong>في</strong> أنيا اليمكف أف تعود مف القدس دوف أف تزور المسجد<br />

األقصى وقبة الصخرة،‏ دوف أف تسجد <strong>في</strong> االتجاىات كميا <strong>في</strong> الباحة،‏ دوف أف<br />

تتفقد أشجار السرو العتيقة،‏ دوف أف تزور األضرحة؟ كاف يجب أف تمشي <strong>في</strong><br />

مظاىرتيا األخرى وتيتؼ <strong>في</strong>يا،‏ وتنادي الحضارة والزخارؼ والرسو واأللواف<br />

مؤكدة ليا أنيا ستحرسيا!‏ وكانت فرحة ألنيا بكت ىناؾ وكأنيا استعادت قمبيا،‏<br />

وردت عمى الزمف الذي يحبس حتى الحزف،‏ ويقد عاطفة واحدة عمى العواطؼ<br />

الممونة،‏ ىي الغضب!‏ لفّت نفسيا <strong>في</strong> ذلؾ المساء بعباءة شامية وانصرفت إلى<br />

الصمت.‏ وبدا لعبد أنو يممح ألوؿ مرة شبيا <strong>في</strong> المبلمح بيف سعاد ون<strong>في</strong>سة.‏ فتح<br />

عينيو كأنو اليصدؽ اكتشافو.‏ سألتو:‏ خير؟ قاؿ:‏ لكف ن<strong>في</strong>سة بيضاء حمتيا سوداء،‏<br />

وأنت شقراء!‏ لمس إذف ماكانت تشعر بو!‏ ردت:‏ وأنا مثمؾ،‏ تذكرت عمتي ن<strong>في</strong>سة<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!