21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

طفولتو ذكرى قرط أمو.‏ قرط <strong>في</strong>و حبة ألماس وحبة ياقوت.‏ بقيت مف مبلمح أمو<br />

ما يحفظو طفؿ <strong>في</strong> الخامسة أو السادسة مف العمر.‏ لكف القرط بقي <strong>في</strong> ذاكرتو.‏<br />

خيؿ إليو أنو وجده عمى طاولة الصائغ.‏ ففرح بو كما يفرح إنساف بمقية.‏ لكف<br />

األسى غمره عندما أصبح القرط <strong>في</strong> جيبو.‏ اشترى قرطا قديما،‏ <strong>في</strong>ؿ يمكف أف<br />

يكوف قرط أمو قد تنقؿ بيف النساء حتى وصؿ إليو؟ ل يقصد مرة شراء حمي<br />

قديمة لمنور،‏ لكنو كاف يتبيف دائما أف الحمية التي تعجبو قديمة.‏ فصار الصائغ<br />

ينتقييا لو،‏ لكنو ال يعرضيا عميو حتى يراه مؿّ‏ مف الحمي الجديدة.‏ <strong>في</strong> ىذه المرة<br />

بدا لو أف الدنيا كافأتو بقرط يشبو قرط أمو!‏ لكف ىاىو ينتبو إلى الحزف الذي<br />

تحممو الحمي القديمة!‏ تعيش بعد مف تزيف بيا،‏ وال تبالي بمف تركتو،‏ فالمي أف<br />

تفرح مف يستطيع أف يشترييا!‏ كفى!‏ لمس العمبة الصغيرة <strong>في</strong> جيبو،‏ ومشى إلى<br />

منور منصرفا إلى أفراح ذلؾ اليو العظي!‏ كأنو يرتعش مف <strong>الش</strong>وؽ إلييا!‏<br />

نيضت منور لتسدؿ ستارة النافذة.‏ ال،‏ لماذا تتخ<strong>في</strong>ف عف شجرة النارنج!‏ قدّر<br />

لمناس أف يخفوا دقائقي الجميمة ألنيا عزيزة وحميمة!‏ قدّر لي أف يستبقوا رشاقة<br />

الحب وأناقة الحركة لتكوف كنزا سريا!‏ فدعي السماء عمى األقؿ تطؿ عمينا!‏ راقبا<br />

أوؿ العتمة.‏ بدا لبياء أف ضوء المساء مدىش عمى بشرة منور.‏ وتاه <strong>في</strong> لوف<br />

عينييا.‏ وبدت السماء مدىشة لمنور بسعتيا ولونيا.‏ تحاوؿ دائما أف تمتقط لوف<br />

السماء وقت تصبح نيمية.‏ لكف ىذا الموف يغرؽ مسرعا <strong>في</strong> العتمة!‏ سرى <strong>في</strong>يا مع<br />

الفرح شيء مف األسى.‏ ما بؾ يانوّارة؟ ال تخؼ!‏ كأف األسى مبلز لمفرح!‏ إشارة<br />

إلى رعشتنا أما سعتو وعمقو،‏ ومف خوفنا عميو!‏ انتيى النيار!‏ وا ذا ما حزنت يوما<br />

عمى الدنيا فسيكوف حزني عمى ىذا الوقت مف اليو!‏ ضحؾ:‏ والفجر؟ نسيتو؟ آه،‏<br />

يذكّرىا بأوقات الحب!‏<br />

تناوؿ بياء العمبة الصغيرة،‏ واتكأ عمى مرفقو:‏ اغمضي عينيؾ،‏ يانوّارة!‏<br />

وضع القرط <strong>في</strong> أذنييا.‏ سألتو:‏ حمؽ ألماس؟ قاؿ <strong>في</strong> جد:‏ و<strong>في</strong>و ياقوت!‏ آه،‏ يابياء!‏<br />

ل أنزؿ إذف إال بحمؽ ألماس،‏ <strong>في</strong>و ياقوت أيضا!‏<br />

قالت منور لنفسيا وىي تستعيد ذلؾ اليو،‏ البد لمحب مف الفرح!‏ البد لمحب<br />

مف الحرية كي يتمطى ويقفز ويجمح ث يستمتع بيدوئو.‏ والحرية مستحيمة دوف<br />

فرح.‏ والفرح مستحيؿ <strong>في</strong> ىذه األيا دوف انتصار!‏ كنا <strong>في</strong> ذلؾ اليو نحتفؿ<br />

باالنتصار!‏ ترؾ بياء منور مضطرا.‏ يجب أف يأتي بمعتص مف بيت ن<strong>في</strong>سة!‏ لو<br />

كاف يستطيع أف يغفو ساعة فقط،‏ ىانئا مسترخيا عمى سعادتو وذراعو تحت عنؽ<br />

منور!‏<br />

- 418 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!