21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

تػػػػػػػػػػػػػػرّخ عنػػػػػػػػػػػػػػدؾ يازمػػػػػػػػػػػػػػاف<br />

- 451 -<br />

ظمػػػػػػػػػػػػػػػػ وغػػػػػػػػػػػػػػػػدر الغػػػػػػػػػػػػػػػػربييف<br />

ل أرؾ يابياء <strong>في</strong> فمسطيف،‏ لكني <strong>في</strong> ىذا المطموع مشيت معؾ كما مشى كؿ<br />

ىؤالء الذيف ل يكونوا قريبيف منك.‏ حضرنا معك معركة بمعا،‏ ورأينا سقوط<br />

الطياريف.‏ وأنجدناك مع أىؿ القرى وقت طوقك اإلنكميز.‏ وتفرجنا عميي وى<br />

يرونك تعبروف النير آمنيف!‏<br />

ىؿ عدت،‏ يامنور،‏ إلى عودؾ وأغانيؾ التي أحببناىا؟ اغتنت فمسطيف <strong>في</strong><br />

سنوات الثورة بأغنيات أخرى!‏ قد تكوف حزينة.‏ لكف الناس ال يغنوف فقط ليطربوا.‏<br />

بؿ ليحدوا أحزاني ويسجموىا.‏ وىانحف نسجؿ ألىؿ ببلدنا ما سيحفظونو.‏ فقد ال<br />

يتعمموف <strong>في</strong> المدارس ما جرى <strong>في</strong> ىذه السنوات إذا حك أقدار الببلد المموؾ الذيف<br />

توسطوا لنوقؼ الثورة.‏ فميسمع األوالد <strong>في</strong> المطموع حداء ىذه السنوات!‏ لكؿ زمف<br />

يامنور نشيده!‏<br />

تساءلت سعاد:‏ ىؿ ىي حزينة ألف الثورة انتيت؟ وردت دوف تردد:‏ نع!‏ كؿ<br />

ما نعيشو،‏ ياعبد الرحي،‏ محطة ألزمنة أخرى.‏ ىذا يعزيني بمقدار ما يحزنني.‏<br />

كنت أتمنى لو أنجزنا ما أردنا أف ننجزه.‏ لنبدأ حياتنا مف عتبة أخرى!‏ لكف ىانحف<br />

كأننا <strong>في</strong> لولب!‏ غمرىا شعور بأف األحزاف التي رأتيا جباؿ فمسطيف ومدنيا <strong>في</strong><br />

ثبلث سنوات كالقمح الذي يبذره الفبلحوف.‏ كزنبؽ الجباؿ الذي يخت<strong>في</strong> كأنو مات<br />

ث يورؽ.‏ كالدوالي التي تجؼ كأنيا ماتت وتعود إلى الحياة.‏ لكف ياربي متى يأتي<br />

البعث مف خمود البذور؟<br />

استسممت سعاد لميؿ بعد السيرة.‏ مدوا ليا فراشا نظيفا <strong>في</strong> الخيمة،‏ تركتو<br />

وخرجت إلى الميؿ.‏ جمست عمى جمد خروؼ عند باب الخيمة،‏ مغمورة بنجو ال<br />

تعد.‏ بدت ليا السماء مدىشة السعة،‏ وتبينت أف البيوت تحر ساكنييا مف السماء.‏<br />

تنيدت وىي ترتعش مف برد الميؿ.‏ وتذكرت أنيا كاألوالد كانت تستمقي عمى<br />

السطح لتعد النجو.‏ ث خطر ليا أف السماء أدىشت أىؿ بمدىا دائما،‏ كما<br />

تدىشيا اآلف.‏ لذلؾ قمدوىا <strong>في</strong> قباب الحمّا.‏ وبدا ليا التشابو بيف سقؼ ليواف<br />

ن<strong>في</strong>سة <strong>في</strong> سوقساروجا وبيف السماء.‏ ثبتت المرايا <strong>في</strong> رسو السقؼ كي تذكر<br />

بنجو السماء!‏<br />

كشفت سعاد ذراعييا لتستمتع ببرد الميؿ.‏ ىؿ سعت إلى ىذه الوحدة ألنيا<br />

تتبيف أف الحب العميؽ الذي يمؤلىا ىو حب بمدىا؟ رددت وىي تمسح ندى<br />

عينييا:‏ نع،‏ أكثر مف الولد ومف الزوج!‏ أال يرعشيا اعترا<strong>في</strong>ا؟ ىؿ كشفت الثورة<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!