21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

العينيف ليشجعيا عمى الحديث إليو.‏ كانت سعاد تجري مبتعدة عف األحزاف،‏ وتتبع<br />

الحب الحزيف تحت سماء واسعة <strong>في</strong> صحراء تختمط أحيانا بمدى فمسطيف وا لى<br />

جانبيا <strong>في</strong> التريبلّ‏ سعيد.‏<br />

ولقػػد ذكرتػػؾ والرمػػاح نواىػػؿ منػػي<br />

فػػػػػوددت تقبيػػػػػؿ السػػػػػيوؼ ألنيػػػػػا<br />

- 355 -<br />

وبػػػيض الينػػػد تقطػػػر مػػػف دمػػػي<br />

لمعػػػػػت كبػػػػػارؽ ثغػػػػػرؾ المتبسػػػػػ<br />

ياربي،‏ ما أحمى عنترة!‏ ىؿ شعرت بأنيا قوية بو؟ ىؿ ستقاو الحاضر بو؟<br />

تنيدت:‏ أتى االنتداب ليحضّرنا؟ كاف يفترض أف يحتر الناس الذيف يخزنوف مثؿ<br />

ىذا <strong>الش</strong>عر!‏ ىؿ تستطيع أف تنقؿ لزياد ذلؾ المدى الذي تذكرتو اآلف وىي تسترجع<br />

ما أنشده ليا أخوىا بصوتو الرخي الحمو؟ ىؿ تستطيع أف تسكب عميو الفرح الذي<br />

عاشت <strong>في</strong>و رغ أحزاف أىميا،‏ يو كانت ىذه الببلد أرضا متصمة مف بيروت إلى<br />

دمشؽ إلى حيفا،‏ ليس <strong>في</strong>يا إنكميز وال فرنسيوف؟ آه،‏ آه!‏ أيمكف أف يسمب الناس<br />

الفرح،‏ وأف يخرب الحياة إلى ىذا الحد انتداب ىنا وانتداب ىناؾ؟ كيؼ ت<strong>في</strong> زيادا<br />

أف الدنيا ل تكف دائما كما يراىا اليو،‏ وأننا كنا نغني ونرقص ونفرح <strong>في</strong> األعراس<br />

ونجمس <strong>في</strong> حديقة البمدية ونشوي <strong>في</strong>يا المح ونأكؿ ‏"الدوندورما"؟<br />

لمست شعره كما لمست منور شعر معتص <strong>في</strong> تمؾ الغرفة <strong>في</strong> الفوقاني <strong>في</strong><br />

دمشؽ.‏ لو لمحيا أحد اآلف لبدت لو كما بدت ليا منور مف النافذة <strong>في</strong> <strong>الش</strong>ا.‏ ربما<br />

تجمس األميات <strong>في</strong> األزمنة كميا ىكذا قرب أطفاليف!‏ لكف سعاد حرمت مف ىذه<br />

السعادة،‏ أو مف ىذا الواجب الذي تضيؽ بو األميات أحيانا!‏ عندما شعرت بأف<br />

زيادا غفا بقيت قربو زمنا.‏ تأممتو،‏ وبدا ليا جميبل جدا.‏ غمرىا حزف عميو وعمى<br />

نفسيا.‏ لكنيا <strong>في</strong>مت أنيا غسمت روحيا بانصرا<strong>في</strong>ا إليو.‏ نيضت عمى رؤوس<br />

أصابعيا،‏ ووقفت قرب نافذتيا زمنا ل تقدّره،‏ وىي تتفرج عمى النجو.‏ وكأنما نسؿ<br />

خيوطا مف قمبيا قمؽ ممزوج باألسى.‏ لماذا قدّر عمينا،‏ يارب،‏ أف نبتمى بيذه<br />

المصائب ونضيع عمرنا <strong>في</strong> البكاء عمى القتمى وعمى السجناء؟ نمبس السواد إذا<br />

مات رجؿ <strong>في</strong> الحي،‏ ونحزف عمى مصيبة <strong>في</strong> المدينة،‏ ونفرح لعرس <strong>في</strong>يا،‏ <strong>في</strong>ؿ<br />

يعاقبوننا بتجمعنا <strong>في</strong> األفراح واألحزاف؟ أيقولوف لنا تناسب العقوبات الجماعية<br />

عاداتك واجتماعك <strong>في</strong> التآلؼ و<strong>في</strong> حماية الضيؼ وستر الثوار؟<br />

ر كبت سعاد حصاف عنترة.‏ لو تستطيع أف تتناوؿ قوتو األسطورية لتدافع عف<br />

الجالسيف <strong>في</strong> مقيى روياؿ!‏ بحثت <strong>في</strong> ذاكرتيا عف المقيى ووجدتو.‏ مقيى مف<br />

المقاىي التي يجمس <strong>في</strong>يا الرجاؿ كما كاف يجمس خالد آغا <strong>في</strong> مقيى سوقساروجا!‏<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!