21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

بياء اثناف،‏ ىذا الذي <strong>في</strong> أوراؽ دفتر <strong>في</strong> جيبو،‏ وىذا الذي يسمع دقات<br />

قمبو <strong>في</strong> أذنيو وىو يمشي إلى سوقساروجا.‏ قرر أف يمشي مف المرجة إلى بيتو<br />

كي ييدئ روحو.‏ ك يختمؼ عف بياء الذي قطع ىذه المسافة نفسيا <strong>في</strong> صباح<br />

مبكر،‏ يو سافر إلى فمسطيف دوف أف يودع منور!‏ ىؿ الدنيا التي نرحؿ <strong>في</strong>يا،‏<br />

يابياء،‏ ىي أرض تتسع رحمتنا <strong>في</strong>يا بمقدار مساحتيا؟ أ بما نعبره مف العواطؼ<br />

ولو <strong>في</strong> رقعة محدودة؟ قطع مسافات طويمة ماشيا <strong>في</strong> فمسطيف،‏ ولكف كيؼ قطع<br />

تمؾ المسافات!‏ يشعر اآلف بأنو ذو حؽ <strong>في</strong>يا،‏ كمف ثبّت ذلؾ الحؽ فبقي <strong>في</strong><br />

ترابيا.‏<br />

ر س بياء عشرات األشكاؿ مف المقاء بمنور وىو <strong>في</strong> الطريؽ مف إربد إلى<br />

دمشؽ.‏ كاف مشتاقا إلييا ومشتاقا إلى البوح ليا.‏ واعترؼ لنفسو بأف ذلؾ <strong>الش</strong>وؽ<br />

كاف وجعا <strong>في</strong> األيا التي أمضاىا <strong>في</strong> سما وا ربد.‏ بقي أرقا <strong>في</strong> الميالي األخيرة،‏<br />

يرجو أف يراىا <strong>في</strong> أحبلمو.‏ ومد يده كمف يتوى أنو سيممسيا.‏<br />

ل يحمؿ مف دمشؽ غير صورتيا ومفتاح بيتو.‏ تساءؿ مرات كيؼ نسي<br />

صورة معتص،‏ وال نفسو عمى ذلؾ.‏ تمنى أال يصادؼ أحدا مف أىؿ سوقساروجا<br />

كي ينصرؼ إلى تحضير نفسو لمّقاء بيا.‏ ومع ذلؾ التقطو أبو بديع والحبلؽ <strong>في</strong><br />

جوزة الحدباء،‏ عانقاه وقببله.‏ انصرؼ مسرعا لكنو ل يستطع منع نفسو مف<br />

االنحناء عمى ال<strong>في</strong>جة التي وضعت <strong>في</strong> زمف أبيو،‏ ليشرب مف ماء ال<strong>في</strong>جة الذي<br />

فارقو <strong>في</strong> غيابو.‏ <strong>في</strong>رع إليو صاحب المقيى وتبعو الجالسوف <strong>في</strong> المقيى.‏ أحاطوا<br />

بو وىزجوا.‏ ث رأى بياء نفسو محموال عمى أكتا<strong>في</strong>.‏ مشوا ببطء كأني يرافقوف<br />

عريسا إلى عروسو.‏ ضحؾ أحدى واقترح أف يدخموه حما الجوزة كما يدخموف<br />

العريس.‏ صدحت األىازيج <strong>في</strong> الحارة وكثر المحتفوف بو.‏ فأطمت مرجانة مف<br />

النافذة وىرعت ن<strong>في</strong>سة:‏ يوه،‏ ىذا بياء!‏ حرمتني فاطمة مف عرس منور،‏ لكف ثورة<br />

فمسطيف جعمتني أرى عريسيا عمى األكتاؼ بعد أف أصبح عمر ابنيا خمس<br />

- 248 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!