21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

البيت.‏ ولكف ل يكف لدييا وقت لتقوؿ ىاىي ‏"ال أريد"‏ التي احت<strong>في</strong>نا بيا!‏ كاف النيار<br />

فاترا،‏ وجمست منور <strong>في</strong> <strong>الش</strong>رفة المطمة عمى النير والوادي تراقب معتصما الذي<br />

يقطؼ التيف وليمى واقفة قربو.‏ عمى الطاولة <strong>في</strong> <strong>الش</strong>رفة كانت صحوف المبنة<br />

والجبف والمكدوس والمربى تنتظر صحف التيف ليكتمؿ الفطور.‏ ل تقاو منور عبؽ<br />

الخبز التنوري المموّح بالنار فقضمت أجزاءه ‏"المقمرة".‏ البد أف اإلنساف كاف <strong>في</strong><br />

البداية سعيدا مثؿ ىذه السعادة التي تذوقيا اآلف!‏ وكاف يفترض أف يزيدىا اجتماع<br />

الناس،‏ لوال الطمع <strong>في</strong> أرض اآلخر و<strong>في</strong> ثروتو!‏<br />

ىاىو التيف!‏ صفّتو منور فوؽ ورؽ التيف عمى الصحف.‏ غسمت ليمى يدييا<br />

وأتت رافعة ك<strong>في</strong>يا،‏ كأنيا تخشى أف يمسّا ثوبيا.‏ فابتسمت منور،‏ وىمست لنفسيا:‏<br />

موسوسة،‏ مثؿ عمتي ن<strong>في</strong>سة!‏ قشرت حبة تيف وناولتيا لميمى:‏ طيبة،‏ عسؿ!‏ بدا<br />

معتص سعيدا بأمو وبشجرة التيف وبالبستاف:‏ ماما،‏ لماذا ال نأتي إلى ىنا <strong>في</strong> كؿ<br />

صيؼ؟ نع،‏ يامعتص،‏ لماذا ال نمضي الصيؼ ىنا مثؿ جميؿ مرد وغيره مف<br />

أىؿ دمشؽ؟ تمنى معتص أف يأتي أبوه ليستريح.‏ وقدّرت منور أف بياء سيصؿ<br />

يو الجمعة!‏<br />

مف كاف يتصور أف الضبع سييج عمى البيت <strong>في</strong> تمؾ الميمة؟!‏ خيؿ لمنور<br />

أنيا لمحت عينيو.‏ فتفقدت األبواب كميا،‏ وبعد ذلؾ اقتربت مف النافذة لتفحصيا.‏<br />

نع،‏ ىو نفسو،‏ الضبع!‏ دار حوؿ البيت ودارت معو وىي تيز الفانوس لترىبو<br />

بضوئو.‏ رآىا معتص قرب النافذة تموح بالفانوس.‏ ىمست دوف أف تستدير إليو:‏<br />

ىس،‏ ال توقظ ليمى!‏ تعاؿ،‏ تفرج عمى الضبع!‏ وقؼ قربيا.‏ ىمست:‏ الضبع جباف،‏<br />

وغدار!‏ يقاؿ إنو يخدّر ضحيتو كي ال يواجييا!‏<br />

استيقظت ليمى عندما تحرؾ األرنب تحت الغطاء.‏ ألزمتو بأف يسكف عندما<br />

تبينت أميا <strong>في</strong> الغرفة.‏ بقيت مغمقة العينيف،‏ تستمع إلى ىمسيا لمعتص وتممحيا<br />

وىي تيز الفانوس.‏ ث رأتيما يخرجاف مف الغرفة.‏ فضمت األرنب إلى صدرىا:‏ ال<br />

تتحرؾ!‏<br />

ر أت ليمى وقت أفاقت زوجة البستاني جالسة مع أميا <strong>في</strong> <strong>الش</strong>رفة.‏ قالت:‏ منذ<br />

أيا نزؿ الضبع عمينا مف الجبؿ.‏ بيت األرانب مقفؿ،‏ وقف الدجاج مقفؿ،‏ وأبواب<br />

البيت مقفمة.‏ الب الضبع حتى الصباح،‏ ورحؿ!‏ <strong>في</strong>مت ليمى أف وحشا حا حوؿ<br />

البيت وأف أميا وأخاىا طرداه.‏ سألت ما اسمو؟ ردت منور:‏ ضبع!‏ وأضحكيا أف<br />

تيز ليمى رأسيا وتطمب مف معتص أف يرسمو ليا بقطعة فح عمى الحائط.‏ فرس<br />

عمى األرض بقضيب مف الخشب حيوانا ظيره مائؿ.‏ قالت:‏ بشع!‏ طبعا،‏ بشع،‏<br />

- 524 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!