21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

سنوات!‏ يامرجانة،‏ تعالي نحضّر العشاء لو ولمنور وا بف الكحاؿ!‏<br />

غاب الجمع مع بياء عند منعطؼ حارة قولي.‏ ما أعجب الدنيا!‏ ىنا البمبانية<br />

التي دفف <strong>في</strong>يا سودوف أمير العساكر <strong>الش</strong>امية الذي التقى تيمورلنؾ قرب حمب.‏ بعد<br />

ىذه القروف الطويمة يرفع أىؿ سوقساروجا بياء عمى األكتاؼ ألنو حارب <strong>في</strong><br />

فمسطيف مع الثوار!‏ يان<strong>في</strong>سة خان،‏ سيصؿ الخبر إلى الفرنسييف ويعرفوف أف بياء<br />

بؾ كاف <strong>في</strong> فمسطيف!‏ يامرجانة،‏ الفرنسيوف مشغولوف اآلف بأمر آخر.‏ ولف<br />

يغضبي أف يحارب السوريوف اإلنكميز!‏ حضري السرير الذي ينا <strong>في</strong>و معتص<br />

عندما يزورنا!‏<br />

كانت منور <strong>في</strong> الجية األخرى مف البيت،‏ عندما سمعت الزفّة.‏ زفّة <strong>في</strong> عز<br />

النيار؟ عندما أطمقت سؤاليا شعرت بأف قمبيا ييوي وال يصؿ إلى قاع.‏ دوّت<br />

دقات قمبيا <strong>في</strong> أذنيا.‏ ركضت <strong>في</strong> الداور و<strong>في</strong> آخره أمسكت بالكرة الخشبية التي<br />

تزخرؼ الدرابزيف.‏ كانت تميث كأنيا ركضت مسافات طويمة.‏ نزلت راكضة عمى<br />

الدرجات الحجرية،‏ ووقفت <strong>في</strong> أوؿ الممر الذي يوصؿ مف أرض الدار إلى الباب.‏<br />

خيؿ إلييا أنيا سمعت قفزة بياء مف األكتاؼ إلى األرض.‏ ك دا <strong>وداع</strong> الرجاؿ<br />

لو؟ ك يحرجيا ىذا المقاء الذي حضّره ليما أىؿ سوقساروجا!‏ خيؿ إلييا أف وجييا<br />

احمر والتيب.‏ ث سمعت المفتاح يدور <strong>في</strong> قفؿ الباب،‏ ورأت بياء يغمقو وىو ينظر<br />

إلييا.‏ انتظرتو حتى قطع الممر.‏ كانت عاجزة عف المشي إليو.‏ رمى عمى األرض<br />

كيسا صغيرا يحممو،‏ وربما سقط الكيس مف يده.‏ ومشى إلييا.‏ ال تدري مف عانؽ<br />

منيما اآلخر.‏ وك بقيا مف الوقت واق<strong>في</strong>ف.‏ شعرا بأنيما ييتزاف إلى اليميف واليسار،‏<br />

كأنيما ييدىداف عتبيا واعتذاره وايمانيما بأف الحقيقة الوحيدة أنو حي وأنيما<br />

يمتقياف.‏ كاف يتمنى أف يبعدىا عنو كي يتأمؿ عينييا ووجييا وشعرىا.‏ وكانت<br />

تتمنى أف تبعده عنيا كي تتبيف ماتغير <strong>في</strong>و.‏ لكنيما بقيا واق<strong>في</strong>ف زمنا اليستطيع أحد<br />

منيما أف يحسبو.‏ ول يضيقا بو.‏ نسي كؿ مارسمو لمّقاء.‏ رفع كفو ولمس شعرىا،‏<br />

لكنو <strong>في</strong> أنيا التريد أف تبتعد عنو.‏ و<strong>في</strong> ما لف تقولو لو بكممات.‏ شوقيا الذي لف<br />

تعبر عنو مف الكبرياء.‏ وعذابيا الذي لف تبوح بو.‏ أرقيا الذي بحثت <strong>في</strong>و عنو.‏<br />

وبحثيا عف طيفو <strong>في</strong> البيت الذي يذكرىا كؿ ما<strong>في</strong>و بو.‏ وكبرياءىا الذي ستر تمؾ<br />

األشواؽ ألنيا أكبر مف أف ي<strong>في</strong>ميا مف حوليا،‏ وألنيا تخشى أف تبدو كزوجات<br />

الغائبيف.‏ أليذه الدرجة ترفعيف حبؾ يامنور،‏ لتجعميو <strong>في</strong> مستوى األسرار!‏<br />

كاف معتص يغوص <strong>في</strong> األلواف التي وضعتيا منور لو.‏ تعود أف ترس معو.‏<br />

كانت تناولو الريشة ليغمسيا <strong>في</strong> األلواف <strong>في</strong>رس بيا خطوطا واسعة وىي تحضّر لو<br />

- 249 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!