21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

الفراش،‏ وظؿ ممسكا بيده حتى غفا.‏ والحظ أنو ارتعش <strong>في</strong> أوؿ غفوتو ففتح عينيو<br />

وشد راحتو عمى يد أبيو.‏ فم يسحبيا بياء إال عندما استرخت.‏<br />

تركتيما منور حتى خرج بياء مف غرفة معتص.‏ أكتشؼ معؾ يابياء ابني.‏<br />

أتبيف اآلف ما خبأه <strong>في</strong> قمبو مف القمؽ عميؾ،‏ ومف خوفو أال تعود.‏ كأنو يظف أني<br />

سأخت<strong>في</strong> فجأة،‏ يامنور!‏ لكنؾ اخت<strong>في</strong>ت فجأة،‏ يابياء!‏ آه،‏ لو تعرؼ منور ك خاؼ<br />

ال<strong>وداع</strong>،‏ لذلؾ ىرب منو!‏ ىربت،‏ وىاىو معتص يخشى أف تيرب مرة أخرى!‏<br />

غمرتو عواطؼ متنوعة وغيرت ما كاف يتوقعو <strong>في</strong> المقاء.‏ بدا مرتبكا وقمقا،‏<br />

فتقدمت منور لتعيده إلى فرحو وأشواقو.‏ لدينا أيا طويمة لنفكر <strong>في</strong> ذلؾ!‏ اآلف أنت<br />

<strong>في</strong> بيتؾ،‏ سمي وحر.‏ و<strong>الش</strong>ا <strong>في</strong> ىذا اليو ال حارة وال باردة.‏ كأنيا تحتفؿ!‏<br />

سمع بياء بعد كبل منور الصمت <strong>في</strong> البيت.‏ وبدأ يألؼ أنو <strong>في</strong> بيتو.‏ فاجأتو<br />

الستائر الممونة <strong>في</strong> غرفة معتص،‏ والرسو المعمقة عمى جدرانو.‏ أعجبتو لكنو<br />

شعر بأنو غريب عنيا.‏ بدلت منور <strong>في</strong> غرفة معتص حتى لوف غطاء سريره.‏<br />

لكنيا ىنا،‏ <strong>في</strong> غرفنيما استبقت كؿ شيء كما تركو.‏ لمح بيجامتو عمى المقعد.‏<br />

تذكر فجأة أنو تركيا ىناؾ وىو يتسمؿ مف الغرفة ومنور نائمة.‏ وعندما اغتسؿ بدا<br />

لو أف المنشفة <strong>في</strong> الحما بقيت كما تركيا.‏ ل يقؿ ليا أردت يامنور أف تبقيني<br />

معؾ،‏ كيبل يمس ماال تحب أف تعترؼ بو.‏ قاؿ:‏ أردت يامنور،‏ أف ينساني<br />

معتص؟ يامسكيف!‏ بؿ أردت أف أعوضو عنؾ باأللواف وأف أشغمو باىتمامي بو.‏<br />

بدا لي أني غرست بيني وبينو صداقة <strong>في</strong> غيابؾ،‏ لكني اكتشفت مف لقائو بؾ أني<br />

وسعت مكاني لديو لكني ل أمؤل مكانؾ.‏ و<strong>في</strong>مت أف لكؿ منا يابياء دوره وال أحد<br />

يأخذ دور اآلخر إال كممثؿ عنو <strong>في</strong> غيابو.‏<br />

بقي بياء يتوقع أف يفتح معتص باب الغرفة عميو حتى أطفأت منور النور.‏<br />

أبقت ضوءىا المحبوب قرب الفراش مشتعبل زمنا.‏ فرأى مقابمو عمى الجدار ظبلؿ<br />

شجرة النخؿ التي تعمو الضوء،‏ ولمعت الزنجية التي تجمس <strong>في</strong> ظميا.‏ انساب مع<br />

الضوء ما بينو وبيف منور مف حب شيد ىذا الضوء عميو.‏ كاف يرى الزنجية مف<br />

زوايا متنوعة ويكاد يرجو منور أف تغير ذلؾ الضوء ألنو يشعر بأف الزنجية التي<br />

تمتفت إليو تراقبو.‏ وىاىو اآلف يستعيد صوره كميا منيا،‏ كأنو عمؽ عمى بريقيا<br />

الميالي األخيرة التي حاوؿ أف يمؤلىا بحناف خشي أف يكشؼ أنو يحضّر سف ار<br />

يخشى أال يعود منو.‏<br />

تحدث تحت ذلؾ الضوء عف المقاء بينو وبيف حمداف،‏ كأنو يفرش مقدمة<br />

لمقرب مف منور،‏ ولمثقة بأف معتصما لف يطمبو.‏ آه،‏ يتكرر دائما األمر نفسو!‏<br />

- 250 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!