21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

وبكت <strong>في</strong> وجع ورجتو:‏ أعده إلى الحياة،‏ أرجوؾ!‏ كانت ترجو تورنس عندما أفاقت<br />

مف نوميا باكية.‏ وكانت ما تزاؿ تميث.‏<br />

استمعت إلى السكوف.‏ ىي فقط الصاحية <strong>في</strong> بيت مغمور بالميؿ!‏ تمنت لو<br />

تستطيع أف تنيض لتشرب ماء فترطب حمقيا وتبمع غصتيا.‏ لكنيا بقيت <strong>في</strong><br />

فراشيا.‏ استعادت زيارة حمداف وتأممت تفاصيميا.‏ ما أسعد اإلنساف بالذاكرة!‏<br />

تأممت وىج الحب الذي يخ<strong>في</strong>و وتذوقتو بيدوء.‏ طافت حوؿ كمماتو المدثرة بتنميؽ<br />

قصد بو أف يخ<strong>في</strong> ىواه.‏ خمنت أنو انتظر مناسبة يتسمؽ عمييا كي يمتقي بيا.‏ ث<br />

تفرجت عمى غروره الذي دفعو إلى إخفاء سبب زيارتو.‏ ردت عميو <strong>في</strong> قسوة؟ بؿ<br />

تكافأنا،‏ ياحمداف!‏ ولو كنا كذلؾ منذ البداية لربما بقينا معا!‏ لكني كنت يو عرفتؾ<br />

صغيرة وساذجة!‏<br />

انتبيت سعاد <strong>في</strong> تمؾ الميمة إلى أف ىربيا مف ىيجاف الحب واختيارىا حياة<br />

متزنة ال يطفئ الحاجة إلى الحب،‏ بؿ يدفعيا إلى خوابي معتمة تعتقيا.‏ لكنيا<br />

اعترفت لنفسيا أيضا بأنيا راضية بحمداف الذي تستمو <strong>في</strong> الوقت الذي تريده،‏ وأنيا<br />

ترى فراقيا عف حمداف الواقعي صحيحا.‏ ال تستطيع أف تكرس نفسيا لذلؾ المقدار<br />

مف الحب!‏ ال تستطيع أف تتحمؿ ضعؼ الحب ورجفتو!‏ ثبتت زيارة حمداف قرارىا.‏<br />

أل تميث ونفسيا يكاد ينقطع؟<br />

أسندت رأسيا إلى الوسادة وسرحت <strong>في</strong> الظممة.‏ خيؿ إلييا أف المساحات التي<br />

أىممتيا بعد حمداف بقيت مغمقة كأنيا تركت لو مفاتيحيا.‏ لف تستبدلو بسواه<br />

وستبقى لو فقط كممات الحب الوحيدة التي نطقت بيا،‏ والوجع والدىشة والموعة<br />

والوجد.‏ ال تريد أف تعرؼ تمؾ العواطؼ مرة أخرى،‏ لكنيا يمكف أف تستدعييا<br />

لترش<strong>في</strong>ا <strong>في</strong> السر كحؽ شخصي العبلقة ألحد بو.‏ تستطيع أف تمجأ إلى حمداف<br />

كذكرى وقت تتذكر الحب.‏<br />

قالت لنفسيا:‏ ياليذا اليو المميء!‏ الصباح عمى باب المعتقؿ،‏ وعودتيا<br />

غاضبة،‏ وندميا الخاطؼ ألنيا تزوجت عبد الرحي!‏ ىاىي تتبيف اليو،‏ <strong>في</strong> ظبلؿ<br />

حمداف،‏ أف الحياة التي تندفع <strong>في</strong>يا تمبي ىواىا.‏ ولف يعوضيا عنيا أي حب.‏ غفت<br />

وىي تسمع مؤذف مسجد الجزار يصيح اهلل أكبر.‏ وعندما صحت كانت قد قررت<br />

أف تحاوؿ زيارة المعتقؿ دوف طناجر.‏ ستذىب محممة بغضبيا.‏<br />

- 377 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!