وداع ولقاء في بلاد الش
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
حاوؿ العودة إلييا، قيؿ إني أشقياء! لكف الببلد <strong>في</strong>مت اإلشارة: يسرؽ<br />
المستوطنوف فمسطيف بالحيمة والقوة! <strong>في</strong>ؿ احتفالنا بذكرى ميسموف تحية ليوسؼ<br />
العظمة، فقط؟<br />
يفسد عبد الرحي حتى ىذه األمسية بمرافعة كأنو <strong>في</strong> محكمة! قالت سعاد:<br />
م<strong>في</strong>و! ىذا احتجاج عمى تقسي ببلد <strong>الش</strong>ا! نذكّر االنتداب بموقؼ نجتمع <strong>في</strong>و منذ<br />
يوسؼ العظمة! نقوؿ لئلنكميز إف فمسطيف جنوب سوريا! لكف ليو ميسموف معنى<br />
آخر، ياعبد الرحي! كأنؾ نسيت خالد آغا! كيؼ فاتو ذلؾ؟! مشغوؿ الباؿ، ال<br />
تؤاخذيني! لكف ىذا يعني أف يوسؼ العظمة الذي أعرفو صار فقط رمزا، حتى<br />
كدت أنسى مبلمحو! تأكمنا األحداث اليومية ياست ش<strong>في</strong>قة! المتو سعاد: بؿ يعني<br />
ذلؾ أف الببلد صارت مسائؿ عامة! ال تظممينا ياسعاد! لو فقدنا حرارة القمب لما<br />
جرينا ىكذا مف أوؿ النيار إلى آخره! ألكي تكفّر سعاد عف خطأ عبد الرحي<br />
أرسمت تمغرافا إلى عمتيا ن<strong>في</strong>سة؟ كتبت <strong>في</strong>و "تذكّرناؾ ياعمتي <strong>في</strong> ىذا اليو. تمنينا<br />
أف تكوني معنا"!<br />
كانت ن<strong>في</strong>سة قد لبست ثوبا أسود، وتزينت بعقد المؤلؤ الطويؿ الذي يحكي<br />
عنو أىؿ سوقساروجا منذ لبستو <strong>في</strong> عرس يوسؼ وفاطمة. وجمست لتشرب القيوة<br />
وحدىا <strong>في</strong> الميواف. عرفت مرجانة أنيا يجب أال تقترب منيا، وأف تقوؿ لمف يطرؽ<br />
الباب: ن<strong>في</strong>سة خان غير موجودة! وأف تنتظر ابف الكحاؿ <strong>في</strong> المساء، وقد يمحقو<br />
بياء ومنور. وستحضّر لي العشاء. رأتيا مف خبلؿ أغصاف شجرة النارنج شاردة<br />
ترشؼ القيوة <strong>في</strong> أناة. كاف يو ميسموف يزيد مرجانة قربا مف ن<strong>في</strong>سة. <strong>في</strong>جعميا<br />
بحرارة الذكريات التي تستعيدىا ن<strong>في</strong>سة، كأنيا مشاركة <strong>في</strong> حياة عاشت <strong>في</strong> وسطيا.<br />
ل تناوؿ مرجانة التمغراؼ لن<strong>في</strong>سة، حتى سألتيا مف طرؽ الباب قبؿ ساعة، وأنيت<br />
جمستيا <strong>في</strong> الميواف.<br />
قالت ن<strong>في</strong>سة لمنور وبياء المذيف زاراىا <strong>في</strong> المساء: تتمنى سعاد خان أف أكوف<br />
قربيا <strong>في</strong> ىذه األيا! كأف ماعندنا اليك<strong>في</strong>نا! تريدني أف أشترؾ <strong>في</strong> األحداث التي<br />
نسمع عنيا! فقوال ليا: عمتؾ ستأتي عندما تجد بارودة! وا ف شاء اهلل، سأشترييا!<br />
كتمت منور ضحكتيا، لتشترؾ بميابة <strong>في</strong> احتفاؿ ن<strong>في</strong>سة الخاص بميسموف. ل تذؽ<br />
ن<strong>في</strong>سة الكبّة النيئة التي دقتيا بنفسيا <strong>في</strong> الجرف، ول تذؽ التبولة. لكف ابف الكحاؿ<br />
الذي يعرؼ أنيا أعدت ذلؾ لخالد آغا سكب منيا، ليشارؾ ن<strong>في</strong>سة <strong>في</strong> "استحضار<br />
األرواح" الذي تصر عميو <strong>في</strong> كؿ سنة <strong>في</strong> يو ميسموف! ول يفتو أنيا ل تحضّر<br />
الكبّة المشوية التي يحبيا. يعني ذلؾ أف ن<strong>في</strong>سة تريد ىذا اليو لخالد آغا فقط! قاؿ<br />
- 033 -<br />
www.alkottob.com<br />
www.alkottob.com
Change language