وداع ولقاء في بلاد الش
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
تعبر الحرب العامة وتخرج مف صراخ الجياع متماسكة، وتستعيد بياء مف نساء<br />
بيروت، وتكت كؿ ذلؾ؟<br />
أرضعت سعاد طفميا، وراقبت تورد وجيو. احتفمت يو صار يرى، احتفت<br />
بأوؿ حرؼ نطقو، بأوؿ مرة جمس <strong>في</strong>يا، بأوؿ مرة انقمب <strong>في</strong>يا عمى جنبو. كيؼ<br />
جيمت قبؿ مولده أف <strong>في</strong> قمبيا ىذا الحناف! ولكف ما أكثر مااشتيت النو! اليخطر<br />
ليذا الصغير أف ينا <strong>في</strong> الميؿ ويصحو <strong>في</strong> النيار، مثمنا!<br />
قالت سمفتيا خضرا: مؤلنا البيت أوالدا ول نحتفؿ بي مثؿ الست سعاد!<br />
كأنيا تعرؼ أنيا لف تنجب غيره! فمتقؿ خضرا ماتريد! لف أغرؽ <strong>في</strong> قاؿ وقيؿ!<br />
ىذا مستنقع، والحياة المغمقة عميو بيف األىؿ مستنقع. اتصؿ بيت أىمؾ <strong>في</strong> حيفا،<br />
ياسعاد، بحياة البمد. و<strong>في</strong> طبرية كانت أبواب قدري مفتوحة لرجاؿ العرب. تنيدت<br />
سعاد: مضافة عبد الرحي مفتوحة، أيضا، لمرجاؿ. يفتح الرجؿ األبواب أو<br />
يوصدىا؟ يفتح البمد أو يغمقو أيضا!<br />
خبلؿ أفراح عبد الرحي بابنو قاؿ ليا مرة: قد ننتقؿ إلى عكا ذات يو!<br />
فشعرت بقوة العشيرة التي يصعب أف ينفؾ فرد منيا دوف مبرر تقبمو! لعمو يفكر<br />
بعمؿ <strong>في</strong> عكا. ترحب العشيرة بكؿ مايسجؿ طموحا أو صعودا مف درجة إلى<br />
درجة!<br />
تعوّد عبد الرحي ابنو، وغاب. مشغوؿ طوؿ النيار. متنقؿ بيف صفد وحيفا<br />
وعكا. ل يترؾ اإلنكميز بيتا يستريح. والناس اليسكتوف عمى اليجرة الييودية. لكني<br />
الأعرؼ إف كاف عبد يدافع عف الفبلحيف <strong>في</strong> المحاك أ ذىب ليكوف مثمي <strong>في</strong><br />
القفص! وىؿ يخبرىا عف اجتماعاتو السرية! تكرر لنفسيا كممات منور: عبد<br />
الرحي مثؿ الوطنييف السورييف الذيف يتخفوف بالماسونية ليجتمعوا ويخططوا<br />
المقاومة! قدرنا أف يكمؿ أزواجنا مابدأ بو أىمنا! ىؿ كانت منور تشجع أختيا عمى<br />
البوح أ تواسييا!<br />
ر فضت منور أف تنزؿ إلى حيفا. الأريد أف أراىا! لماذا يامنور؟ تبقى المدف<br />
بعدنا كما كانت قبمنا! التريديف أف تزوري قبر أبيؾ؟ التريد؟! بؿ تريد لكنيا تخاؼ<br />
أف تسقط أمامو. التزاؿ ترى أباىا كما عرفتو حتى اليو األخير وىو يطمب منيا<br />
الطشت، وىي تبعد أميا عنو وتعاقبيا <strong>في</strong> تمؾ البرىة عمى ىجره. لف تند أبدا<br />
عمى انحيازىا إلى أبييا، لكنيا تكتشؼ اآلف ك تحب أميا!<br />
ر اقبتيا ش<strong>في</strong>قة وىما تزوراف قبر فاطمة <strong>في</strong> طبرية. وضعت منور غصف نخؿ<br />
عمى القبر. رمت عميو قرنفبل نبيذيا بمديا فواحا. تركت لش<strong>في</strong>قة ظيرىا، فم تستطع<br />
- 37 -<br />
www.alkottob.com<br />
www.alkottob.com
Change language