21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

يسبح <strong>في</strong> البحر!‏ راقبت منور بطرؼ عينييا االنتباه عمى وجو ليمى،‏ ورمت غصنا<br />

آخر جرفو الماء بقوة.‏ عندما مشتا <strong>في</strong> البستاف راجعتيف توقفت منور قرب بيت<br />

األرانب:‏ خذي أرنبؾ!‏ برقت عينا ليمى.‏ ستتبيف منور دائما كبل ليمى مف بريؽ<br />

عينييا.‏ استبقو معؾ طوؿ النيار،‏ لكف اتركيو عند أىمو <strong>في</strong> الميؿ!‏ حرا!‏<br />

ل تقدّر منور أنيا ستترؾ قدسيا قبؿ أف تفتح المدارس.‏ رجع الضبع <strong>في</strong><br />

الميؿ.‏ حاد عف بستاف بيت ‏"األظف"‏ إلى بستاف الجيراف.‏ ودخؿ بيف األسبلؾ إلى<br />

حظيرة الطاووس.‏ <strong>في</strong> الفجر روت الفبلحة لمنور أف ما بقي مف الطاووس ريش<br />

جميؿ منثور عمى األرض.‏ غضبت منور:‏ ل يستيقظ أحد؟ ل يسمع أحد ضجة؟<br />

ل يسمع أحد نداء الطاووس!‏ ل تأكؿ منور <strong>في</strong> الصباح القطع اليابسة ‏"المقمّرة"‏<br />

مف رغيؼ التنور.‏ ل تأكؿ حبة تيف.‏ قالت لمعتص ىامسة:‏ ال تقؿ لميمى إف<br />

الضبع أكؿ الطاووس!‏ لكنيما سمعا <strong>في</strong> تمؾ البرىة بكاء ليمى:‏ ماما،‏ الطاووس!‏<br />

رأت منور دموع ليمى تغسؿ وجييا،‏ بانت أىدابيا الطويمة المبتمة.‏ ارتجفت ليمى<br />

ضاربة جنبييا بك<strong>في</strong>يا:‏ ماما،‏ الطاووس!‏ ل ت<strong>في</strong> كيؼ يمكف أف يموت كائف جميؿ<br />

ومموف.‏ وىؿ تستطيع منور أف تفسر لماذا بقي الضبع البشع،‏ وقتؿ الطاووس<br />

الجميؿ ول ينجده أحد مف الضبع؟!‏ ضمتيا إلى صدرىا فشعرت بخفقاف قمبيا<br />

ورعشة جسميا.‏ رددت ليمى و<strong>الش</strong>يقات تقطع كبلميا:‏ ماما،‏ الطاووس!‏ ل تذؽ<br />

ليمى لقمة مف الطعا طوؿ النيار،‏ ول تشرب رشفة مف كأس الحميب الذي حممو<br />

ليا معتص مرات.‏ ىزت رأسيا ول تكم أحدا.‏ أدارت ظيرىا لمنور،‏ وأدارت<br />

ظيرىا لمعتص وبقيت ترتعد <strong>في</strong> فراشيا طوؿ النيار.‏ ركعت منور قربيا:‏ إذا ل<br />

تأكمي ياليمى لف يأكؿ األرنب!‏ أخفت ليمى وجييا بالوسادة.‏ فشعرت منور بأنيا<br />

عاجزة،‏ وتمنت أف يأتي بياء،‏ ونادتو بينيا وبيف نفسيا:‏ تعاؿ،‏ يابياء،‏ أرجوؾ!‏<br />

يالتمؾ الميمة!‏ خشيت منور أف يخطر لميمى أف تبحث عف الضبع فأقفمت الباب<br />

وخبأت مفتاحو تحت وسادتيا.‏ نيضت واقفة عندما خيؿ ليا أف ليمى تفتح النافذة.‏<br />

سمعت قرع قمبيا وىي تسرع إلى غرفة ليمى ومعتص.‏ ول تصدؽ أف ليمى نائمة<br />

إال عندما لمست فراشيا.‏<br />

عندما شقشؽ الفجر تنيدت:‏ أؼ!‏ انتيى الميؿ!‏ وبدأت تفتح النوافذ كأنيا تريد<br />

أف يكنس ىواء الفجر أشباح الميؿ.‏ كانت واثقة مف أف بياء سيأتي مبكرا.‏ ىمست<br />

لنفسيا:‏ إذا ل تأت،‏ يابياء،‏ فمعنى ذلؾ أنؾ التسمع ندائي!‏ أغمضت عينييا<br />

ورجتو:‏ تعاؿ،‏ اليو!‏ اليو!‏<br />

ارتعش قمبيا عندما صفر القطار.‏ وصؿ بياء مبكرا كما توقعتو.‏ ل تستقبمو<br />

- 529 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!