21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ياسعاد.‏ مؤلت عيني بالفرح <strong>في</strong> تمؾ الميمة المقمرة <strong>في</strong> صفد.‏ مؤلت روحي<br />

بالضوء.‏ ذىبت إلى مكتبي مرتويا،‏ سعيدا.‏ وبدا لي أني أ<strong>في</strong> قضايا موكمي أكثر<br />

مما كنت أ<strong>في</strong>ميا سابقا،‏ وأصغي ليا دوف تعب.‏ قوتنا ىنا،‏ ياسعاد،‏ <strong>في</strong> الروح!‏<br />

كيؼ استطعت أف تنسي تمؾ الميمة؟!‏<br />

بدا زىر الموز أكثر بياضا <strong>في</strong> ضوء القمر.‏ رفع عبد الرحي يد سعاد ليتأمميا<br />

<strong>في</strong> ضوء القمر بعيدا عف ظبلؿ شجرة الموز.‏ ث قرّبيا مف فمو فمفحتيا حرارة نفسو<br />

و<strong>في</strong>مت أنو يريدىا فاقتربت منو.‏ ابتسمت:‏ وجيؾ بارد ونفسؾ حار!‏ التبرد كيبل<br />

يقاؿ أعدناؾ إلى المعتقؿ مريضا!‏ آه،‏ تممحيف إلى أف إقامتي ليست <strong>في</strong> البيت بؿ<br />

ىناؾ؟!‏ قربيا منو <strong>في</strong> حناف.‏ لمس رقبتيا وكت<strong>في</strong>ا.‏ ونيض:‏ أنت التي بردت!‏ ومشيا<br />

معا إلى البيت.‏<br />

أبقت سعاد النافذة مفتوحة.‏ ورأت ارتباكو وىو يضميا إليو.‏ يفضؿ أف يغمؽ<br />

النافذة وينزؿ الستارة دوف القمر!‏ ال،‏ فمنواجو الضوء ولنحاوؿ أال نرتبؾ.‏ وا ذا فشمنا<br />

فمف نخجؿ.‏ أمامنا الميؿ كي يألؼ أحدنا اآلخر.‏ وا ذا خطر لؾ أف تنا فمتن!‏ ل<br />

تقؿ سعاد كممة،‏ ول يقؿ عبد كممة.‏ سمع أنفاسيا وأنامميا،‏ ورفع يدىا إلى خده<br />

كي تشعر بأف رؤوس أصابعيا اخشوشنت وأف ذلؾ يحزنو.‏ وشكرتو عمى ذلؾ <strong>في</strong><br />

صمت.‏ رأتو يغفو فربتت عمى ظيره.‏ ن!‏ ىؿ تستطيع أف تقاو فراشا مريحا<br />

وشراشؼ نظيفة؟!‏ رأتو يغفو <strong>في</strong> سرعة كطفؿ.‏ كأنيا قرب زياد!‏ لوال أف وجو عبد<br />

الرحي مثقؿ بالتعب!‏ تنيد <strong>في</strong> نومو واستمعت إليو.‏ ال تستطيع الحكمة أف تكت ما<br />

تحممو <strong>في</strong> روحؾ!‏ عندما يغفو عقمؾ يصحو ألمؾ!‏ انتفض <strong>في</strong> نومو وصحا فرآىا<br />

تراقبو.‏ غريب،‏ رأيت نفسي <strong>في</strong> المعتقؿ وأنت جالسة قربي تتأممينني!‏ قالت لو <strong>في</strong><br />

حناف:‏ ن،‏ ن!‏ لكنو ل ين.‏ شعر بمممسيا عمى طوؿ جسمو،‏ فعانقيا مشتاقا إلييا.‏<br />

و<strong>في</strong> ىذا العناؽ شعر برعشتيا العميقة.‏ ضمتو إلييا،‏ وسمع آىة ناعمة وخجولة<br />

بقيت عمى كتفو فكاد يغيب عف نفسو.‏ وكاد يصرخ ىو أيضا انتصرنا ياسعاد عمى<br />

الفراؽ!‏<br />

<strong>في</strong> الصباح قاؿ ليا:‏ تفرجي عمى نفسؾ <strong>في</strong> المرآة!‏ كأنؾ وردة شبعت مف<br />

الماء.‏ شغمت نفسيا بفنجانيّ‏ قيوة وضعتيما وقالت لو مداعبة:‏ حتى <strong>في</strong> البيت<br />

ترانا <strong>في</strong> معارؾ ننتصر أو نيز <strong>في</strong>يا؟!‏ فأبعد نظرتو عنيا مرتبكا.‏ لكف أليس سبب<br />

نضارتيا <strong>في</strong> ىذا الصباح أنيما انتصرا؟<br />

مرت األيا التالية بيف فناجيف القيوة وقرع الباب حتى اقترحت سعاد:‏ اتركوه<br />

مفتوحا!‏ واستخدمت الحديقة الستقباؿ الفائض مف المينئيف.‏ أتى رجاؿ مف را اهلل<br />

- 436 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!