21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

قربو.‏ فاستندت خضرا إلى األرجوحة وصارت تيزىا.‏ نيض عبد الرحي حزينا<br />

وجمس قرب سعاد،‏ وأمسؾ يدىا.‏ يعرض أما أىمو أنو يحبيا،‏ وسيظؿ يفعؿ ذلؾ<br />

حتى موتو <strong>في</strong> دمشؽ.‏ سألتو:‏ حزيف؟ رد:‏ وأنت!‏ ردت كأنيا تقوؿ لخضرا:‏ مات<br />

قدري وسعيد ونوري قبؿ فاروؽ!‏ <strong>في</strong>ؿ نقؼ عند موت طفؿ؟ التحزف،‏ سنعوضو!‏<br />

قالت خضرا <strong>في</strong> قير:‏ امرأة <strong>في</strong>يمة!‏<br />

كانت سعاد مبممة بالدموع بعد دفنو.‏ وقتئذ قدر ليا أف تتبيف قسوة الصغارة.‏<br />

زارتيا امرأة مختمة العقؿ قالت ليا:‏ ماعميو أسؼ،‏ اهلل يخمي أوالد سمفتؾ.‏ العوض<br />

بأوالدىا!‏ سألتيا سعاد:‏ مف عممؾ ىذا الكبل؟ ردت:‏ سمفتؾ!‏ اهلل يخمي أوالدىا،‏<br />

قالت لي روحي إلى سعاد وخذي بخاطرىا وقولي ليا..!‏ تذكرت سعاد ألواف<br />

مبلبس خضرا ونداءاتيا وحركاتيا.‏ ظنت أنيا تسجؿ <strong>في</strong> ذاكرتيا قيرىا.‏ ل تعرؼ<br />

أنيا ستروي ذلؾ <strong>في</strong>ما بعد لسيريف ووداد لتضحكيما مف خضرا،‏ وأنيا ستحزف عمى<br />

حياتيا التي دفنت تحت حجارة البيت الذي ستفقده <strong>في</strong> صفد.‏<br />

غضبت أ عبد الرحي عمى ابنيا.‏ ىذه المدلمة التي كاف الخد يمشطوف<br />

شعرىا ويمبسونيا ثيابيا،‏ وعاشت <strong>في</strong> استنبوؿ أكثر حياتيا،‏ وتفادت أف تبدو<br />

غاضبة أو حزينة،‏ لتبقي الرضا فقط عمى مبلمحيا،‏ تبلحظ ماتحاط بو سعاد مف<br />

شماتة؟ ل تبح ليا سعاد بأنيا نوت أف تيجر زوجيا.‏ ىي التي قالت لسعاد:‏ ارمو<br />

ألنو اليستحقؾ!‏ يترؾ ابنو يموت وىو جالس <strong>في</strong> المضافة؟!‏ يدافع عف وطف؟<br />

يدافع عف شبح!‏ ل تقؿ ليا إنيا سحبت يدىا فم تسمح لو بأف يقبّميا.‏ لكف ياسعاد،‏<br />

التتركيو اآلف <strong>في</strong> حزنو!‏ سألتيا؟ وحزني أنا؟!‏ ردت:‏ أنت أقوى منو!‏ ىؿ ىذا أوؿ<br />

اليمو التي سترمى عمييا ألنيا قوية؟!‏<br />

بعد دفف الطفؿ وجد عبد الرحي سعاد مرتدية مبلءتيا.‏ <strong>في</strong> أنيا قررت أف<br />

تتركو.‏ فقاؿ ليا:‏ فمننزؿ إلى أىمؾ <strong>في</strong> طبرية،‏ ولنسترح مف صفد!‏ طواؿ الطريؽ<br />

حاوؿ أف يبلط<strong>في</strong>ا،‏ رغ حزنو.‏ لكنيا تفادت أف يمتقي نظره بنظرىا.‏<br />

<strong>في</strong> المساء حضرت إلى بيت ش<strong>في</strong>قة سيريف ووداد وبنات الطبري.‏ طمب<br />

صدقي الطبري مف سعاد:‏ أريد أف تطعميني مثيؿ المتبؿ الذي حضّرتو لي مرة <strong>في</strong><br />

بيروت!‏ ىؿ يريد أف تستعيد معو سعيدا لينسييا موت طفميا؟ لماذا؟ ألني أريد<br />

ياسعاد،‏ أف تشاركيني فرحي!‏ غيرت مصير سموى!‏ مف سموى؟ صبية حموة،‏<br />

يتيمة،‏ سطا عمييا رجؿ بعد موت أميا.‏ خاؼ صدقي عمييا.‏ وجد ليا زوجا مف<br />

رجاؿ العشائر.‏ أمس كاف زفا<strong>في</strong>ا وكنت مدعوا إلى مضارب العشيرة <strong>في</strong> حوراف.‏<br />

ىؿ أراد صدقي أف يعرض لسعاد مصائر نساء تعيسات كيبل تبالغ <strong>في</strong> حزنيا،‏<br />

- 40 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!