21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>في</strong> دمشؽ،‏ فحصت منور بياء وىو يدلؿ ابنو.‏ رفع ك<strong>في</strong>و معتص إلى فمو<br />

وقبّؿ أصابعو.‏ الخنصر ما أصغره!‏ والبنصر الذي يجاوره،‏ ما أبياه!‏ ىؿ غمستو<br />

بالعسؿ؟ الوسطى أحمى مف الخيار!‏ والسبّابة كأنيا الكنافة البمّورية!‏ واإلبيا،‏<br />

ياليذا الطع!‏ كأنو الدراؽ الزىري!‏ تصفحت منور <strong>في</strong> ذاكرتيا عشية اليو الذي<br />

انسؿ <strong>في</strong>و بياء مف البيت إلى فمسطيف.‏ دلؿ بياء ابنو يومذاؾ!‏ فإلى أيف تنوي<br />

الرحيؿ اآلف،‏ يابياء؟!‏ ظننت أنؾ غارؽ <strong>في</strong> دمشؽ حتى أذنيؾ!‏ قالت لو:‏<br />

تستعيد،‏ يابياء،‏ طفولة معتص؟ وأنت،‏ يامعتص،‏ تستمتع بذلؾ؟ قاؿ ليا بياء:‏<br />

نمثؿ،‏ يامنور!‏ ردت:‏ أنت،‏ حر!‏ لكف معتصما عودني أف يكوف ظاىره مثؿ<br />

باطنو!‏ عاتبيا بياء بنظرة:‏ نمعب يامنور،‏ نمعب!‏ المعب ممنوع؟ ردت:‏ أبدا!‏ شرط<br />

أف تقوؿ لي إني أتفرج عمى تشخيص!‏<br />

أمسؾ بياء بيد معتص وقاؿ مداعبا منور:‏ أمّنا غيورة!‏ ودخبل إلى غرفة<br />

معتص.‏ ستخمو إليو قبؿ أف يغفو؟!‏ تؤكد،‏ يابياء،‏ أنؾ مسافر!‏ انتظرتو حتى خرج<br />

مف غرفة معتص.‏ نظرت إليو بمؿء عينييا وسألتو:‏ إلى أيف،‏ ياميوّف؟ إلى<br />

فمسطيف <strong>في</strong> الفجر،‏ مرة أخرى؟ تنيد:‏ إلى لبناف!‏ سأغيب يوما أو يوميف!‏ سمعت<br />

دقات قمبيا.‏ سألتو:‏ ستكوف <strong>في</strong> أماف؟ وخطر ليا أنيا تستطيع أف تستره إذا ذىبت<br />

معو:‏ يمكف أف نرافقؾ،‏ أنا ومعتص!‏ رد بسرعة:‏ ال،‏ ال!‏ قد أعود غدا مساء إذا<br />

وفّقت!‏ لديو ميمة إذف!‏ قاؿ ليا:‏ طمبت عدة عمب مف الكنافة المبرومة،‏ ألصحابي<br />

الذيف ل أرى منذ تركنا بيروت!‏ سألتو:‏ بيروت؟!‏ خشي أف تستعيد أيا بعدىا عنو<br />

فقاؿ:‏ لف أصؿ إلى بيروت!‏ لنقؿ إني سأجمس <strong>في</strong> مطع عمى البردوني وأستعيد<br />

مذاؽ الكبة المبنانية!‏ ىؿ اطمأنت؟ قالت لو:‏ تذوّقيا إذف عني وعنؾ!‏ وسم عمى<br />

األصحاب إذا بقي مني <strong>في</strong> زحمة أحد!‏ نبييا:‏ لكني أما الناس نازؿ إلى بيروت!‏<br />

أراح بياء <strong>في</strong> تمؾ الميمة أنو طمأف منور.‏ وابتس لنفسو:‏ ما أعجب اإلنساف!‏<br />

ل تسألني أية أخطار ستعبر،‏ ولست أستطيع أف أقوؿ ليا إني <strong>في</strong> أماف.‏ لكننا<br />

- 323 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!