21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

تحدث <strong>في</strong>و جماؿ الحسيني <strong>في</strong> شيادتو عف جولتو بيف القرى أمس واليو!‏ ىذا ما<br />

تشعر بو!‏ أليست رحمتيا مع عبد الرحي إلى محمود الفاعور مستحيمة اليو؟ مف<br />

يرحؿ <strong>في</strong> ببلد يقطعيا اإلنكميز والثوار؟!‏ منذ متى ل تتنزه سعاد مع بنات العكي<br />

<strong>في</strong> حديقة البمدية؟!‏ منذ متى ل يشويف ىناؾ المح ويحضرف ىناؾ القيوة،‏ ويمعبف<br />

ىناؾ البرسيس؟!‏<br />

لكنيا <strong>في</strong> الميمة التي غمرىا الغضب عمى قرار المجنة الممكية تقسي فمسطيف،‏<br />

عانقت زوجيا <strong>في</strong> شوؽ.‏ أىممت دىشتو،‏ وتجاوزتيا.‏ خمنت أنو يتساءؿ،‏ كيؼ،‏<br />

ونحف <strong>في</strong> برىة أنيت اليدوء المغشوش وستشعؿ الثورة!‏ تاه وىو يشعر بذراعيا<br />

حوؿ كتفو،‏ وبك<strong>في</strong>ا عمى خده.‏ ث <strong>في</strong> ما تفادت أف تقولو.‏ قد يكوف ىذا ردّا عمى<br />

قمقيا!‏ قد يكوف ردّا عمى رجاؿ غرباء ينكروف أف لدييا عواطؼ وأىواء تجعميا<br />

تعيش بمحبييا ومدينتيا وأصحابيا!‏ قد يكوف اقتحاما أما جين التي ستفتح<br />

أبوابيا!‏ ىؿ خيؿ لسعاد أنيا تستعيد بميمة األشير التي سرقت منيا؟ ىؿ تودع<br />

زوجيا الذي سيعتقؿ،‏ دوف شؾ؟ عجبا،‏ ل يرىا عبد الرحي عذبة وفاتنة كما رآىا<br />

<strong>في</strong> تمؾ الميمة،‏ بمممسيا،‏ بصمتيا،‏ باستسبلميا ليواىا،‏ بخروجيا مف العال<br />

ونسيانيا ما كاف وما سيكوف.‏ بأية قوة استطاعت أف تمغي عقميا المشغوؿ<br />

ب<strong>الش</strong>يادات والمذكرات والمؤتمرات؟ كاد يرتعش خوفا منيا.‏ لكف فتنتيا ساقتو إلى<br />

حيث تريد،‏ ووجد نفسو ينسى حتى الخوؼ عمى بيتو وعمييا.‏ ساقتو ليشعر بأف<br />

الميمة آخر األيا التي تجمعيما،‏ فأظير ليا الحب الذي كاف يخبئو كأنو سيجد<br />

يوما آخر ليقدمو ليا.‏ انتشؿ اليوى الذي ستره متصورا أنو اليميؽ بو.‏ و<strong>في</strong> تمؾ<br />

البرىة اكتشؼ أف المفترض أال يخجؿ بأشواقو بؿ بصمتو،‏ وخاؼ أف تمومو سعاد<br />

ألنو حجب عنيا ما يستطيع أف يظيره.‏ وتساءلت أتكتشؼ اآلف فقط بعد ىذا<br />

العمر معو،‏ أنو كالرجاؿ يخشى أف يطمعيا <strong>في</strong>و؟ لكنيا <strong>في</strong> تمؾ البرىة نفسيا<br />

شعرت برضا المنتصر ألنيا استمت منو ما يخ<strong>في</strong>و.‏<br />

عمى ضوء الفجر رآىا منشورة الذراعيف عمى عرض السرير،‏ ورأى نفسو<br />

منسحبا إلى طرفو.‏ وخطر لو أف يتأمؿ السعادة <strong>في</strong> مبلمحيا الرائقة،‏ <strong>في</strong> شعرىا<br />

الذىبي المحمر المبعثر عمى ىواه،‏ <strong>في</strong> ساقيا التي دفعت الغطاء عمى األرض.‏<br />

أية مكافأة لو أعظ مف أف يغطييا بيذا األماف!‏ وبيذا الرضا الذي تشعر بو امرأة<br />

رواىا زوجيا بحبو كمف يسكب سطبل مف الماء عمى شجيرة ورد وال يبقي <strong>في</strong>و قطرة<br />

واحدة!‏<br />

أراد أف يحفظ صورتيا رائقة،‏ منشورة الذراعيف <strong>في</strong> ذلؾ القميص األبيض،‏<br />

- 282 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!