وداع ولقاء في بلاد الش

إلى عناؽ تتفاداه دائما.‏ وتذكرت أنيا ل تعانؽ أحدا منذ زمف بعيد.‏ تستقبميا بنتاىا
كما يستقبؿ ضيؼ مييب.‏ وقد تقبؿ أحفادىا لكف دوف عناؽ.‏ قالت وىي تبعد
أسى العناؽ:‏ اهلل يسامحؾ يامرجانة!‏ ىؿ يجب أف نكوف كالناس الذيف يتركوف
عمى مف بعدى أف يرتب أمورى؟!‏ ىذا البيت حؽ منور وسعاد ألنو مف
أجدادىما.‏ لكف بيت الصالحية لي.‏ أنا اشتريت األرض وبنيت البيت فييا،‏ واخترت
أف يكوف قرب الساقية التي يسبح فييا الوزّ‏ . حقي أف أىديؾ شيئا!‏ امسحي
دموعؾ!‏ امسحييا!‏ وافيمي أني أريد أف أطمئف عميؾ!‏
جمست نفيسة في ذلؾ المساء في صدر الميواف،‏ مشرفة عمى أزىارىا
وشجرىا وبحرتيا.‏ متسائمة ىؿ كانت،‏ ولو في السر عف نفسيا،‏ ترجو لمرجانة
رجبل يتزوجيا وتنجب منو لتطمئف عمييا؟ ماأعجب أف يكوف الرجؿ واألوالد الذيف
يأكموف عمر المرأة سبب اطمئنانيا إلى مصيرىا!‏ ل تتزوج مرجانة فاستنجدت
نفيسة بالسند اآلخر:‏ الماؿ!‏ ولكف ماالفرؽ يانفيسة بيف الوالء وبيف الحب،‏
وماالفرؽ بينيما وبيف اإللفة؟ ىاىي نفيسة التي تفادت أسر الزوج واألوالد والقرابة
مسؤولة عف ىذه الشابة!‏ كانت قد سمعت أذاف العشاء منذ زمف طويؿ مف مئذنة
الشامية،‏ وأصغت إلى صوت المؤذف الحمو.‏ أيمكف أف يولد إنساف دوف أىؿ؟ أيف
أىؿ مرجانة إذف؟ ىؿ تعودت أف تنساى؟ أصبحت نفيسة أىميا!‏ ولكف لماذا
تحبسيف الدنيا يامرجانة في ىذا البيت،‏ وترعبؾ الحرية؟ يبدو أف الوحدة مخيفة،‏
يامرجانة،‏ و"الدنيا ببل ناس مابتنداس"!‏
- 04 -
www.alkottob.com
www.alkottob.com