وداع ولقاء في بلاد الش
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
سعة مف بيتيا الواسع. مساحات كبستاف أبييا <strong>في</strong> حيفا، كمدى بحر حيفا وبيروت<br />
وبحيرة طبرية التي كانت تبدو مف بيوتيا ىناؾ!<br />
غرفت منور مف ماء البحرة بالسطؿ وسكبتو عمى األرض. تناولت سطبل<br />
آخر وسكبتو <strong>في</strong> اتجاه آخر، سطبل ثالثا ورابعا وخامسا. يو رآىا بياء مف<br />
الفوقاني وىي تسكب الماء استمع مبتيجا إلى صوت الماء، وقاؿ: كأنيا تغسؿ<br />
الحجر لتنشر عميو الفرح! وقؼ ساكنا ليحفظ صورتيا وىي <strong>في</strong> ثوب أزرؽ ابتؿ<br />
بعضو، وذراعاىا تسبحاف <strong>في</strong> الماء واليواء. شطفت األرض مستمتعة برسو<br />
الحجارة البيضاء والسوداء والوردية. عنيت خاصة بسجادة الرخا حوؿ البحرة.<br />
أطمت عمى البحرة. نظفتيا أمس! وخطر ليا أف بعض سمكات حمراء ستزيد مف<br />
بيجتيا.<br />
سكبت منور آخر سطؿ مف ماء البحرة عمى نفسيا. ارتعشت مف برودة<br />
الماء، لكنيا سكبت سطبل آخر. وىزت رأسيا لتنفض شعرىا. التفت بمنشفة<br />
ومشت إلى الحما. لمماء مذاؽ خاص تحت السماء، قرب شجرة الميموف! كوّمت<br />
مبلبسيا <strong>في</strong> طشت وخرجت إلى الفوقاني البسة برنسا دمشقيا موشى بالقصب.<br />
لمغداء لدييا لبنيّة مع الطرخوف، ومسقعة بالزيت، وشيخ المحشي بالمبف مع<br />
الرز. تحب <strong>في</strong> الصيؼ أطباؽ األلباف والخضار بالزيت. لكنيا التتنازؿ عف<br />
الرز. نظرت إلى الساعة العربية والساعة األفرنجية. ماأبعد الظير! لماذا يمتد ىذا<br />
اليو <strong>في</strong> بطء؟ أفاقت مبكرة؟ ت<strong>في</strong>ؽ مبكرة كؿ يو! استمعت إلى الكنار الذي غرد<br />
<strong>في</strong> قفصو المعمؽ عمى شجرة الميموف. ث امتؤل البيت باليدوء. خطر لمنور أف<br />
تبحث عف السمحفاة <strong>في</strong> األحواض. ووجدتيا مختبئة بيف أوراؽ البنفسج. حممت ليا<br />
ورقة خس: ىذا أفضؿ لؾ مف قض أوراؽ البنفسج!<br />
عندما دخؿ بياء إلى البيت ل يسمع صوت قبقاب منور المصدّؼ. تحب أف<br />
تمبسو <strong>في</strong> النيار، وتحب أف تمبس خ<strong>في</strong>ا المشغوؿ بالصّرما <strong>في</strong> المساء. ل يكف<br />
ي<strong>في</strong> سبب تقسيميا النيار بيف الخؼ والقبقاب. ويو سأليا نظرت إليو معاتبة:<br />
صوت النيار كصوت الميؿ؟! واحد تنط <strong>في</strong>و كنافورة الماء، وواحد تنساب <strong>في</strong>و<br />
كساقية الماء! ظف بياء مف صمت البيت أف منور عند ن<strong>في</strong>سة. فم ينادىا: يانوارة!<br />
سيغتسؿ مف الحر وينتظرىا حتى تعود أو ترسؿ لو مرجانة تدعوه لمغداء عند<br />
ن<strong>في</strong>سة!<br />
مف وراء باب <strong>في</strong> الفوقاني سمع صوت بكاء. بكاؤىا؟ فتح الباب فوجدىا<br />
تغمر وجييا بقميص مبقع بالد وتبكي <strong>في</strong> حرقة. يعرؼ القميص المطرز! قفزت<br />
- 28 -<br />
www.alkottob.com<br />
www.alkottob.com
Change language