21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

لبست ن<strong>في</strong>سة مالبس سوداء وركبت الحنطور مف بوابة الصالحية إلى<br />

الميداف،‏ لتعزي امرأة مف بيت القضماني بزوجيا.‏ ل تتصدر المرأة العصرية.‏<br />

أيف ىي؟ مريضة!‏ طمبت أف تراىا.‏ تفضمي ياخالتي،‏ مازلنا نذكرؾ منذ أيا<br />

الثورة السورية!‏ خير ياروحي؟ ل أعرؼ أف أمؾ مريضة!‏ ألنؾ ل تزورينا منذ<br />

سنة،‏ ياخالتي!‏ <strong>الش</strong>غؿ يأكؿ العمر ويبعد الصاحب عف صاحبو،‏ ياروحي!‏ آه<br />

ياخالتي،‏ ييوف المرض،‏ لكف أمي ل تعد تذكرنا.‏ بدأ مرضيا بييجاف.‏ كانت<br />

تصرخ وتبكي،‏ وتمو أبي.‏ ل ي<strong>في</strong> بعض األطباء مابيا.‏ وقاؿ آخروف:‏ دماغيا!‏<br />

ربما مرض أبي مف اليّ.‏ أخذتو جمطة!‏ كيؼ حاؿ أمؾ اآلف،‏ ياروحي؟ ماذا<br />

أقوؿ لؾ ياخالتي؟ كأنيا ل ت<strong>في</strong> ماجرى.‏ ماتت عيناىا.‏ صارت تخمط بيف<br />

أسمائنا.‏ سألتني مرة وىي تنظر إلى أختي:‏ مف ىذه؟<br />

ر أت ن<strong>في</strong>سة <strong>في</strong> غرفة <strong>في</strong> الفوقاني امرأة <strong>في</strong> مبلبس النو.‏ ل تتغير مبلمح<br />

بنت القضماني!‏ وربما بدا وجييا أكثر نضرة.‏ لكف عينييا ميتتاف.‏ نظرت المرأة<br />

الصامتة إلى ن<strong>في</strong>سة كأنيا ال تعر<strong>في</strong>ا.‏ أمسكت ن<strong>في</strong>سة بيدىا:‏ كيؼ حالؾ؟ أمس،‏<br />

تذكرت كيؼ مشينا معا مف الحارة إلى البساتيف ونحف نخبئ تحت مبلءتينا<br />

مسدسات الثوار!‏ سقى اهلل!‏ ل تجبيا المرأة،‏ وبدا لن<strong>في</strong>سة أنيا ال تسمعيا.‏ سألتيا:‏<br />

كيؼ صحتؾ؟ ردت:‏ مميحة!‏ ياربي،‏ أيف حدود الوعي وحدود النسياف؟ ذبؿ قس<br />

مف عقميا،‏ لكف القس اآلخر ال يزاؿ حيا.‏ فكيؼ تستطيع أف تعبر بينيما لتستعيد<br />

امرأة ذكية،‏ رائقة،‏ شجاعة؟<br />

ر جعت ن<strong>في</strong>سة مف العصرية حزينة.‏ فكّت مبلءتيا وىي بعد <strong>في</strong> الدىميز.‏ رمت<br />

فجّتي المبلءة عمى ظيرىا كأنيا ال تتحمميا حتى تصؿ إلى غرفتيا.‏ اغتسمت عمى<br />

غير عادتيا <strong>في</strong> ذلؾ الوقت مف المساء.‏ وشربت ثبلثة فناجيف مف القيوة.‏ نامت<br />

متأخرة،‏ وحممت بأنيا تنزلؽ مف السطح.‏ كانت ال تزاؿ تسقط عندما صحت.‏ ول<br />

تعد تستطيع النو!‏<br />

- 453 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!