وداع ولقاء في بلاد الش
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>في</strong> <strong>الش</strong>ا. فأىؿ أنور بعد موتو ضعفاء، وأخواتو يتمنيف ح<strong>في</strong>دا. العروس شابة<br />
متعممة جميمة مف <strong>الش</strong>ا. ستأتي أميا لتعيش معيا <strong>في</strong> بيت شقير ألف زوجيا تزوج<br />
امرأة ثانية. لكف آه ياأنور، يقاؿ إف أخواؿ العروس ل يكونوا وطنييف. يقاؿ كانوا<br />
يستروف تيريب الييود ويأخذوف عف كؿ ييودي مئتيف وخمسيف ليرة فمسطينية.<br />
سيعيش <strong>الش</strong>يخ بعد أنور مكسورا. ولف يتركو الناس وحيدا. سيبقوف حولو <strong>في</strong><br />
مضافتو معزّيف. سييمسوف <strong>في</strong> المضافة أف اإلنكميز عرفوا قاتؿ أنور وشنقوه.<br />
وسييمسوف: مف قتمو غير اإلنكميز؟! وستقوؿ سعاد: ضرب اإلنكميز الثورة! قتؿ<br />
األبرياء م<strong>في</strong>د لئلنكميز أكثر مف قتؿ الثوار!<br />
<strong>في</strong> جنازة أسعد شقير، سيتساءؿ رجؿ مف المعزيف: ماذا سنقوؿ ونحف وراء<br />
نعشو؟ وسيرد رجؿ مف بيت التميمي: سنقوؿ لعنة اهلل عمى المحموؿ! مع ذلؾ<br />
سيحضر تشييعو كثير مف الناس. <strong>في</strong>ؿ كانوا يكرّموف المدينة التي مثميا ذات يو<br />
<strong>في</strong> مجمس المبعوثيف؟ أ ألف الرجؿ <strong>في</strong> حرمة الموت؟ وستتفرج سعاد عمى<br />
الجنازة. كاف حتى الوطنيوف يخشوف بطش صاحبيا <strong>في</strong>زورونو. لكف جنازتو لف<br />
تتجوؿ <strong>في</strong> عكا. كأنما نقموه مف غرفتو إلى قبره <strong>في</strong> حديقتو. سيدفف قرب ابنو<br />
أنور. وستقوؿ سعاد: مسكيف ياأنور! مظمو حتى بتمؾ الجيرة!<br />
ستمد زوجة أخيو صبييف سيسمى أحدىما باس أنور. ورث أخوه أراضي<br />
شقير الواسعة، مزارع وبيارات كما <strong>في</strong> الحكايا. لكنو رغب <strong>في</strong> الوظيفة. وسيخرجو<br />
اإلنكميز منيا <strong>في</strong>ما بعد. وستيز سعاد رأسيا: يمعب اإلنكميز بالضعفاء، ويقتموف<br />
األقوياء! راحت الوظيفة والببلد وأصبح بيت شقير وأراضيو لممستوطنيف بعد<br />
االحتبلؿ!<br />
لف تعيش الخان، زوجة <strong>الش</strong>يخ أسعد، طويبل بعد زوجيا. ستقع فتكسر ساقيا.<br />
أيف أنور يداوي أمو! كانت كاالستنبوليات تكبح حزنيا بكبريائيا. وستقوؿ سعاد:<br />
مصيبتيا أكبر مف البكاء والكبل! ىؿ يكتشؼ اإلنساف فجأة أف زمنو انتيى؟<br />
انتيى مجدىا، طويت صفحة عمرىا ول تبؽ إال تفاصيؿ الخروج مف الدنيا!<br />
بموت ابنيا وزوجيا تبينت أف العال الذي تعرفو غاب فبقيت غريبة. اجتاحت<br />
الغوغاء الببلد، اجتاحيا اإلنكميز والييود. فم يعد أحد يعرؼ بتاريخو! ال تحب<br />
الوطنييف، لكنيا ال تحب أيضا اإلنكميز. <strong>في</strong> الغرفة التي جمست <strong>في</strong>يا مع سعاد<br />
ستتذكر استنبوؿ، مدينتيا الجميمة. لو رجعت إلى ىناؾ لرحب بيا بيت أىميا.<br />
قالت ليا سعاد: انقمبت الدنيا، ياخان، حتى ىناؾ. ىنا حولؾ المحبوف! بناتؾ<br />
ونحف! مات عال كامؿ، ياسعاد خان. بقي فقط اهلل! قالت ليا سعاد: اعممي<br />
- 369 -<br />
www.alkottob.com<br />
www.alkottob.com
Change language