21.06.2017 Views

وداع ولقاء في بلاد الش

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

وسيكونوف <strong>في</strong> استقباؿ المعتقميف!‏ حتى الطعا الذي سيرسمو الوطنيوف لممعتقميف<br />

سيكوف إشارة إلى أف المدينة تحتضني!‏ وقد يشعر السجاف بأنو ىو السجيف!‏<br />

بعد مولد ليمى عاد الراديو إلى مركز السيرة <strong>في</strong> بيت منور.‏ فصار عشاء<br />

معتص مبكرا،‏ وفات بياء أف يرى ابنو قبؿ النو!‏ وكاف الميؿ يبدأ لميمى <strong>في</strong><br />

السابعة مساء والنيار يبدأ <strong>في</strong> السادسة صباحا.‏ <strong>في</strong> الميؿ منور حرة <strong>في</strong> االستماع<br />

إلى الراديو،‏ بمقدار ما تقاو نعاسيا!‏<br />

صادر الفرنسيوف راديو مقيى سوقساروجا،‏ وطمبوا مف الناس أف يسمّموا ما<br />

لديي مف أجيزة الراديو!‏ فنقمت منور الراديو إلى غرفة المشرقة.‏ لف يستطيع أحد<br />

أف يسمعو ولو وضع أذنو عمى الباب!‏ كاف الراديو مف الخشب،‏ <strong>في</strong> واجيتو دائرة<br />

مغطاة بقماش بيج،‏ تحتيا أزرار مستديرة،‏ تمسؾ بيا منور وتحاوؿ أف تضع إبرتو<br />

<strong>في</strong> أفضؿ وضع ممكف،‏ وتخفؼ البرازيت بزر آخر.‏ يابياء،‏ أصبحت ىذه العمبة<br />

التي فضمنا عمييا ‏"صندوؽ السمع"‏ أى قطعة <strong>في</strong> البيت!‏ منيا نعرؼ مصير<br />

الدنيا!‏ رد:‏ إذا صدؽ الراديو!‏ مف خبلؿ البرازيت عرفت منور أف األلماف احتموا<br />

ىولندا،‏ وعرفت أني اخترقوا خط ماجينو.‏ سأليا بياء:‏ متأكدة أني اخترقوا خط<br />

ماجينو؟!‏ ىذا خط ىائؿ!‏ طبعا،‏ متأكدة!‏ معنى ذلؾ،‏ يامنور،‏ أني سيحتموف باريز<br />

قريبا!‏ عبل البارازيت فخفضت الصوت.‏ سألت بياء:‏ ونحف؟ قاؿ ليا:‏ ساؽ<br />

الفرنسيوف اليو معتقميف جددا إلى السجف!‏<br />

صارت منور تنتظر المساء لتسمع الراديو.‏ تيرع خبلؿ ذلؾ إلى غرفة<br />

طفمييا لتطمئف ىؿ يستغرقاف <strong>في</strong> النو،‏ ولو طمأنيا بياء:‏ نائماف!‏ قالت ليا<br />

ن<strong>في</strong>سة:‏ تعالي <strong>في</strong> السيرة!‏ عندي راديو أفضؿ مف ‏"راديوؾ"!‏ ياعمتي،‏ يجتمع عندؾ<br />

أىؿ الحارة ليسمعوا الراديو!‏ <strong>في</strong>ؿ أجد لنفسي مقعدا؟!‏ ضحكت ن<strong>في</strong>سة:‏ ىؿ تصدقيف<br />

أف نساء مف العقيبة ل أزرىف منذ سنة طرقف بابي ليسمعف الراديو؟ ماعدت أممؾ<br />

بيتي وال وقتي!‏ لكف الواجب،‏ واجب!‏ يريد الناس أف يعرفوا أخبار الحرب!‏ وىؿ<br />

تظنيف أف النساء أقؿ اىتماما مف الرجاؿ بأخبارىا؟ مف كاف يظف أف نرجس خان<br />

تسبؽ صاحباتيا إلى السيرة!‏ كف يجتمعف ليسمعف منيا روايات خالدة أديب،‏<br />

فصرف يجتمعف عندي ليسمعف أخبار الحرب!‏<br />

ستخبره منور يو يجدىا قرب الراديو <strong>في</strong> حزيراف:‏ وصؿ األلماف إلى مدف ل<br />

أسمع بيا مف قبؿ..‏ نانسي،‏ بيزانسوف،‏ غرينوبؿ.‏ وسيقوؿ ليا:‏ مع ذلؾ،‏ اعتقؿ<br />

الفرنسيوف اليو شبابا وطنييف!‏ فترد:‏ صدؽ المثؿ،‏ ‏"ماقدر عمى حماتو،‏ ضرب<br />

امرأتو"!‏ كانت يومذاؾ مجروحة.‏ فاإلنكميز كانوا قد أخمدوا ثورة العراؽ واحتموه.‏<br />

- 494 -<br />

www.alkottob.com<br />

www.alkottob.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!