وداع ولقاء في بلاد الش
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
بياء اختراعو وتفرج عمى منور وىي تقطؼ التيف وتأكمو. يبدو يامنور، أف أيا<br />
<strong>الش</strong>باب تعود عندما نسمح ليا بأف تعود! وىاىي! رفع ك<strong>في</strong>ا ومص عسؿ التيف<br />
الذي عمؽ بأصابعيا. ضحكت. تبقى، يابياء، <strong>في</strong> <strong>الش</strong>باب ألنؾ تتفادى اتزاف<br />
الكيوؿ! ال يخطر لؾ أف معتصما أو ليمى قد يراقبانؾ مف النافذة! فميراقباني!<br />
ليتعمما ك يمكف أف يحب رجؿ امرأتو! فميعرؼ معتص وليمى أف الحب قد يحدد<br />
ببداية، لكنو يستطيع أال ينتيي أبدا! نحف، يامنور، الذيف قد نشيخ الىو! وربما<br />
نشيخ عندما نخجؿ بو ونتعود أف نخ<strong>في</strong>و كأنو طيش! يابياء، يظير عبد الرحي<br />
الحب لسعاد أمامنا، وك كرىت أف يربت عمى قدمييا أمامنا! ال أحب أف نكرر<br />
ذلؾ! الحب تعبير عف صاحبو، يامنور! قد يكوف رشيقا جميبل، وقد يكوف حزينا!<br />
عبد الرحي مسكيف! ىؿ تركوا لو وقتا يدلؿ <strong>في</strong>و سعاد إال أمامنا؟ أكثر أيامو <strong>في</strong><br />
المعتقؿ!<br />
استسممت منور مع ولدييا لمراحة <strong>في</strong> قدسيا. جمست مع الفبلحة التي تخبز<br />
ليا الخبز <strong>في</strong> تنور البستاف، قرّصت أرغفة صغيرة لميمى تفرحيا بيا، طبخت مف<br />
خضار البستاف، قطفت التيف والرماف والعنب والزعبوب، وحرصت أف تعرضيا<br />
<strong>في</strong> طبؽ كبير عمى الطاولة كي تثير شيية ولدييا. تفرجت عمى جيرانيا الفبلحيف<br />
وى يصنعوف الدبس مف عصير العنب. وحضّرت مثمي الممبف بالجوز وعمقتو<br />
خيوطا عمى السطح. توقعت بياء <strong>في</strong> أيا الجمعة، وبقي بياء <strong>في</strong> قدسيا مرات<br />
يوميف متتالييف. وكاف يموف ليمى بعمب الفوسفاتيف، ومنور بسكر الحرب األحمر،<br />
فتحمّمو أرغفة الخبز التي ال يجد ليا مثيبل <strong>في</strong> دمشؽ أيا الحرب. لكنيا نبيتو:<br />
عندما تفتح المدارس يجب أف أنزؿ مف قدسيا كيبل يضيع معتص دروسو. إذا ل<br />
تصؿ إلى يقيف <strong>في</strong> خبر الحيّة سأستأجر بيتا <strong>في</strong> المياجريف!<br />
استبعدت منور خطر النير عمى ليمى بعد زيارة بياء أوؿ مرة. مف يستطيع<br />
أف يحرس ليمى طوؿ النيار؟! مشت معيا عمى ضفة النير. وقفت <strong>في</strong> المكاف<br />
الذي اختارتو ليمى، وقصدت أف تجمس ىناؾ. قالت منور: ىذا أحمى مكاف عمى<br />
ضفة النير! رمت حصاة ورأتيا تغرؽ. ث رمت غصف شجرة ورأت الماء يجرفو<br />
مسرعا. ىؿ رأيت الورد والمشمش والجوز <strong>في</strong> الساقية <strong>في</strong> بيت ن<strong>في</strong>سة؟ ربما سقطت<br />
مف ىذا البستاف، وقطعت البمد حتى وصمت إلى بيت ن<strong>في</strong>سة، وعبرتو إلى بقية<br />
المدينة. تجد الثمار مف يمتقطيا طازجة <strong>في</strong>غسميا ويأكميا. أما اإلنساف <strong>في</strong>غرؽ<br />
ويموت. ل أر أحدا يخرج مف الساقية <strong>في</strong> بيت ن<strong>في</strong>سة؟! ال يغرؽ مف يعرؼ<br />
السباحة! لكف مف يعرؼ السباحة ال يسبح <strong>في</strong> نير يمر تحت الجسور والبيوت!<br />
- 528 -<br />
www.alkottob.com<br />
www.alkottob.com
Change language