وداع ولقاء في بلاد الش
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
كقوات متحالفة إلى سورية ولبناف! عمى كؿ حاؿ دخمت العال قوة جديدة ىي<br />
أميركا! ودخؿ االتحاد السو<strong>في</strong>يتي كقوة منتصرة! ستخرج مف خريطة العال<br />
االمبراطورية الفرنسية. لكف الميزوميف، يامنور، قد يكونوف أقسى مف المنتصريف!<br />
وقد ندفع نحف الثمف!<br />
ىاىو بياء ينساؽ <strong>في</strong> نبوءاتو، كأنو خالد آغا، فتتأممو منور. لو كانت ن<strong>في</strong>سة<br />
ىنا لسألتيا: ياعمتي، أال يشبو بياء اآلف خالد آغا؟ ولردت عمييا ن<strong>في</strong>سة: تريف ك<br />
أحب بياء وك أدلّمو! أل ت<strong>في</strong>مي بعد أني آنس <strong>في</strong>و بطيؼ خالد آغا؟! ولقالت ليا<br />
منور مداعبة: فمتنشغبل بالسنة القادمة، وأنا أعيش مع معتص وليمى أواخر<br />
الصيؼ <strong>في</strong> قدسيا! أغمضت منور عينييا واستسممت لنسمة شمت <strong>في</strong>يا عبؽ<br />
أوراؽ الجوز!<br />
فسرت منور إىماؿ بياء البحث عف الحيّة برغبتو <strong>في</strong> أف يبقييا سعيدة <strong>في</strong><br />
قدسيا. ث ردت ذلؾ التفسير: ال يتحمؿ البعد عف ليمى! روى ليا بياء <strong>في</strong> تمؾ<br />
الميمة أنو لو صدّؽ الناس، لتصور أف <strong>في</strong> كؿ بيت مف بيوت دمشؽ حيّة! ربما<br />
أراد أصحابي <strong>في</strong> سوقساروجا أف ييوّنوا عمي األمر. لكنؾ تعر<strong>في</strong>ف أني أصدؽ ما<br />
يقاؿ! لذلؾ كدت أصدؽ أف <strong>في</strong> ضريح <strong>الش</strong>يخ عثماف <strong>في</strong> مدخؿ الحي ثعباف<br />
يظير كمما اشتيى البيض! وأف حيّة تعيش <strong>في</strong> سقؼ بيت عمي أفندي <strong>في</strong> حارة<br />
داورآغا منذ ألؼ سنة، التؤذي أحدا ألف أىؿ البيت يقدموف ليا كؿ أسبوع حمامة!<br />
وأف <strong>في</strong> الفروخشاىية ثعباف يحرس األمير، أخا صبلح الديف!<br />
طمأف بياء منور إلى أنو يغمؽ باب الغرفة والنوافذ وقت النو. وأنو تبيف مع<br />
النجار العربي أف السقؼ سمي. وروى ليا أف خبيرا بالحيّات دخؿ إلى "الطواف"<br />
وقاؿ لو إف الح<strong>في</strong>ؼ الذي سمعتو الخان قد يكوف ح<strong>في</strong>ؼ نمس. ومع ذلؾ فحص<br />
خشب السقؼ كمو، ومشى بيف المسامير. ولكي تطمئف منور سينا الرجؿ معي<br />
<strong>في</strong> البيت، ليقصد الحيّة وقت يسمعيا. قد تكوف الحيّة، يامنور، ضيفة عبرت<br />
سطحنا عبورا! استمتعي بآخر الصيؼ <strong>في</strong> قدسيا ريثما نعرؼ مف أيف أتت إلينا<br />
فنحتاط! وقد نرفع شبكا حوؿ السطح كمو!<br />
غفت منور عمى ذراع بياء مطمئنة، ونسيت الحيّة والضبع. أفاقت معو <strong>في</strong><br />
الفجر، ونزال إلى البستاف. زىا بياء باالختراع الذي أحضره: حمقة معدنية ذات<br />
نتوءات خيط <strong>في</strong> ثقوبيا كيس مف الخا، تتصؿ بعصا. رفعيا فقطؼ بيا حبة تيف<br />
عالية، قطؼ حبة ثانية، وظؿ ينتقي حبات التيف حتى مؤل بيا الكيس. اختراع<br />
عظي! لكني يابياء أحب أف أقطؼ التيف بيدي وألمس ندى الفجر عميو! ترؾ<br />
- 527 -<br />
www.alkottob.com<br />
www.alkottob.com
Change language