وداع ولقاء في بلاد الش
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
كانت دائما تعجبؾ! نسيت؟ لكف آه، لو يستطيع أف يقوؿ لمنور اآلف ك يحبيا،<br />
وك ىو سعيد بيا! قالت: تعاؿ، عشاؤنا ينتظرنا! <strong>في</strong>مت أنو وفّؽ <strong>في</strong> سفره. وأنو<br />
سيرمي سعادتو عمييا كالغطاء. وفكرت <strong>في</strong> أف السعادة بالدنيا والنجاح <strong>في</strong>يا يفتّح<br />
الحب بيف رجؿ وامرأة كما يفتّح الربيع الزىر. لكف كرامتيا أبت أف يمبس فرحو<br />
مبلبس أخرى! لنحتفؿ بأنؾ حققت ما سافرت ألجمو، لكف ال تخمط بو حبؾ لي!<br />
آه، يامنور، ليتؾ ت<strong>في</strong>ميف أف األشواؽ تزىر <strong>في</strong> الفرح! أريدؾ يامنور، ألني أستحؽ<br />
أف أحتفؿ بأني مازلت أعيش وأستطيع أف أحتفؿ بحبي لؾ! عاتبتو بنظرة: يعني<br />
أنؾ كنت <strong>في</strong> خطر؟ نع، ربما كنت <strong>في</strong> خطر، لو خانني الرجؿ الذي قصدتو، أو<br />
لو خانني الرجؿ الذي أرسمني!<br />
قررت منور مسار تمؾ الميمة <strong>في</strong> حز ظاىره الميف والغيرة عمى بياء. ادخؿ<br />
اآلف إلى الحما، سيريحؾ الماء الفاتر مف التعب! نادني وقت المزو ألفرؾ لؾ<br />
ظيرؾ! فركت ظيره بميفة خشنة وخرجت: سأحضر لؾ فنجاف كركاديو! وجدىا<br />
تنتظره: ن واسترح! سنتحدث غدا عف أصحابؾ <strong>في</strong> زحمة! مع ذلؾ لف ننسى،<br />
حتى أما عمتي ن<strong>في</strong>سة، أنؾ سافرت إلى بيروت ال إلى زحمة! لو تعرؼ أنو<br />
سيقصد ن<strong>في</strong>سة!<br />
<strong>في</strong> الصباح سأؿ ن<strong>في</strong>سة عمف تثؽ <strong>في</strong>و مف الفبلحيف الذيف كانت تسير معي<br />
عمى دود القز؟ لماذا؟ كي ينقؿ األسمحة التي اشتريناىا لثوار فمسطيف! يحتاج<br />
خبرتيا <strong>في</strong> تيريب األسمحة أيا الثورة السورية! قالت لو مفكرة: نقمناىا بعد معركة<br />
ميسموف إلى البساتيف لنخ<strong>في</strong>يا! وقت الثورة السورية استعدناىا مف البساتيف لمثوار!<br />
لكنؾ تريد أف تنقؿ "البضاعة" مف حدود لبناف إلى قمب دمشؽ. والدوريات عمى<br />
الطرقات، والمخافر تطوؽ دمشؽ! اسمع يابياء! سننقميا <strong>في</strong> النيار ال <strong>في</strong> الميؿ!<br />
بدا لبياء أنو <strong>في</strong> مبلمح يجيميا <strong>في</strong> ن<strong>في</strong>سة. ىبت قوتيا عندما وضع ليا<br />
واجب صعب. وبدا لو أنيا ممف يذبموف دوف ميمات تتصؿ بمصير كبير. ىؿ<br />
يخمؽ ىؤالء األشخاص ىكذا أ يرعوف أنفسي <strong>في</strong> كؿ منعطؼ كيبل يتشردوا <strong>في</strong><br />
المنحنيات، <strong>في</strong>بقوف محصنيف مف الصغائر، يسوقوف أنفسي <strong>في</strong> مجرى واسع فقط؟<br />
كأنيا امتشقت نفسيا! لبست مبلءتيا: ىذا المساء سأرسؿ لؾ مرجانة لتطمب منؾ<br />
أف تتعشى معي!<br />
<strong>في</strong> المساء طرقت مرجانة الباب وطمبت بياء. قالت منور: يابياء، أنت<br />
محظوظ بحب عمتي! استمتع بو، وسأسير أنا عمى السطح مع البدر! نا<br />
معتص فصعدت منور الدرجات الخشب إلى السطح وجمست تحت الدالية.<br />
- 327 -<br />
www.alkottob.com<br />
www.alkottob.com
Change language