وداع ولقاء في بلاد الش
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
رواية وداع ولقاء في بلاد الشام للكاتبة السورية الشهيرة ناديا خوست. كتاب رائع تدور معظم احداثه في فلسطين ايام الانتداب
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ث سمّموه. رج المشيعوف محطة السكة الحديدية. بدا أني يرجموف كؿ ماينقؿ جنودا<br />
أو تحميو حكومة! رأينا كتيبة إنكميزية يبدو أنيا سيقت لتواجينا، <strong>في</strong>اجميا الناس<br />
وجرفوىا. ومشينا إلى المقبرة. ىناؾ ياسعاد تشعريف بقوة الجمع ولو دوف سبلح! ىكذا<br />
رد الناس عمى بياف الحكومة عف اشتباكيا بعصابة مف "األشقياء"!<br />
مف يستطيع أف يوجز بكممات جنازة القسا! مؤلت سعاد الفراغات التي تركيا<br />
الرواة. سمعت األناشيد واألىازيج. أطمقت مع المشيعيف اليتافات. استعادت األغاني<br />
الحزينة وندب النساء. ىزىا ىدير أصوات الناس تحت السماء. أرت المخازف مغمقة<br />
<strong>في</strong> مدينة حزينة، و<strong>الش</strong>وارع والحارات تفرغ مف المشاة الذيف انصبوا <strong>في</strong> اتجاه واحد ىو<br />
اتجاه الجنازة. ىروؿ الفبلحوف الذيف وصموا متأخريف، أمسكوا بأيدي أوالدى كيبل<br />
يضيّعوى <strong>في</strong> الزحمة. وصؿ الناس مف الخميؿ ونابمس. مف صفورية وصؿ كثير مف<br />
الناس. وقفت النساء بمبلءاتيف السوداء عمى جانب الطريؽ، ولمحت سعاد الفبلحات<br />
بأغطيتيف البيضاء وثيابيف المطرزة. بدا ليا أنيا ترى غابة مف أغصاف النخؿ تغمر<br />
المقبرة، وأف أجمؿ اآليات القرآنية تميت <strong>في</strong> محيطيا بأجمؿ األصوات، وأف السماء<br />
كانت صا<strong>في</strong>ة الزرقة كما ل تكف أبدا، وأف بحر حيفا استمع ىادئا ساكنا إلى<br />
األصوات التي وصمت إليو مف المشيعيف. دفف القسا <strong>في</strong> بمد <strong>الش</strong>يخ. حيث أصحابو<br />
مف الفبلحيف الفقراء. لكف حياتو بدأت مف موتو. سيبقى كالرموز طرفا <strong>في</strong> الصراع.<br />
فستسمى باسمو بعد ستيف سنة كتائب الفدائييف <strong>في</strong> العمميات الفدائية. وسيجد العرب<br />
عمى قبره بعد ستيف سنة رأس خنزير أراد بو المستوطنوف اإلسرائيميوف أف ييينوا ترابو<br />
و"ينجّسوه".<br />
عندما بدا أف سعاد كالناس قدمت لمشيداء مايستحقونو مف الحزف، طمبت:<br />
ياعبد، أعد لي ماقمتو عف أحمد النايؼ! أطرؽ عبد الرحي: رأى جريح مف القسامييف<br />
الضابط أحمد النايؼ، تمميذ حمي بسطة، يضع قدمو عمى رقبة القسا ويقوؿ لو وىو<br />
يحتضر: أتيت لتعمؿ ثورة عندنا يا...؟ عندما وصؿ الجريح إلى القسامييف نقؿ لي<br />
مارآه. أجابت فمسطيف ىذا الخائف! فمسطيف طمبت القسا واحتضنتو! فمسطيف أرادتو<br />
ونادتو! ماتزاؿ فمسطيف جنوب سورية! لكف لمخائف جوابا آخر! عرفنا أيضا أف حمي<br />
البسطة، مساعد مدير البوليس <strong>في</strong> حيفا، كمؼ بالتحقيؽ مع الجرحى القسامييف.<br />
وسيكوف لو أيضا جواب!<br />
سمعت سعاد <strong>في</strong> كبل عبد مايشبو اإلنذار. وشعرت بأف الرجميف سيقتبلف<br />
كخائنيف. قالت: ىذا رجؿ صغير، ياعبد! رد: صحيح، ذاؾ يتجسس عمى الثوار<br />
ويبلحقي وىذا يحقؽ معي!<br />
- 077 -<br />
www.alkottob.com<br />
www.alkottob.com
Change language