11.10.2020 Views

75919582

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الأمني واملأمون

وتقرأ الغضب فيهما،‏ ولكنها غالطت نفسها رغبة في إنقاذ ميمونة،‏ وإذا بزبيدة تقول

بصوت مختنق:‏ ‏«أتدعني على ابني بالقتل؟»‏

قالت:‏ ‏«معاذ الله يا سيدتي!‏ أطلب إليه تعالى ألا يُريَكِ‏ مكروهً‏ ا فيه،‏ بل أتوسل إليه

أن يحفظ كل أبناء الناس لعل حفيدتي املسكينة أن تصيب طرفًا من عنايته.»‏ ثم تغ َّري

صوتها واختنق.‏

فقطعت زبيدة كلامها وقالت:‏ ‏«أكنتِ‏ تطلبني ذلك من قبل؟»‏

فأدركت عبادة أنها تشري إلى أيام عزها قبل مقتل ابنها فقالت:‏ ‏«كنت أرجو ذلك

ليبقى ابني،‏ ولكنني لم أكن أقوله بحرارة قلب ولهفة كما أفعل الآن لأني لم أكن جر َّبت

الذل بعد.‏ كنت مثلك يا مولاتي لا أعرف من الدنيا إلا نعيمها وراحتها،‏ وكنت أَحسَ‏ ب

الدهر يدوم لي،‏ فإذا هو قد أذاقني ما لم يُسمع بمثله في الأرض.»‏

فأدركت زبيدة أنها تُعر ِّض بما تخافه عليها من النكبة،‏ فكرهت أن تسمع شيئًا

يُكدرها إذا هي أطالت الحديث معها،‏ فوقفت وأخذت تتشاغل بإصلاح عقدها والعصابة

التي حول رأسها كأنها تتأه َّ ب للخروج؛ فاكتفت عبادة بما قالته وتحو َّلت وخرجت إلى

قصر املأمون.‏

144

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!