11.10.2020 Views

75919582

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الأمني واملأمون

فقالت:‏ ‏«اسألي القهرمانة،‏ إني لا أرى خادمًا ولا أمريًا،‏ باهلل أشفقي علي َّ يا سيدتي

وكفاني ما أقاسيه.»‏ وأغرقت في البكاء.‏

قالت:‏ ‏«أشفق عليكِ‏ ؟ ملاذا؟ لو استطعت خنقك بيدي ما ترددت.»‏ ثم التفتت إلى

الخارج فرأت ابن الفضل واقفًا فصاحت به:‏ ‏«خذ هذه الجارية فقد مل َّكتك إياها،‏ افعل

بها ما تشاء،‏ وهذه العجوز النحس سوف أذيقها ما تستحقه.»‏

فلما سمعت عبادة قولها جثت بني يديها وقالت:‏ ‏«افعلي بي ما تشائني،‏ وارفُقي

بهذه الفتاة فإنها بريئة من كل ذنب،‏ قد تضرعتُ‏ إليكِ‏ في شأنها قبل الآن فردَدْتِني،‏

والآن أتوسل إليكِ‏ — وأنتِ‏ والدة وتعرفني حُنُو الأمهات — أن تترف َّقي بهذه الفتاة.‏ وأما

أنا فلا آسَ‏ ف على حياتي.»‏

فلما سمعتْها تذكر حُنُو الوالدات أحس َّ ت بشيءٍ‏ أوهن عزمها،‏ لعلمها بما يهدد ابنها

من الخطر ولا سيما في تلك الساعة؛ فقد أضاعته ولا تعلم أحي ٌّ هو أم ميت.،‏ ولكنها

تجلدت لئلا يَظهر الضعف عليها،‏ فنهضت وتظاهرت بالغضب وقالت:‏ ‏«قلت لكِ‏ إنه لا

سبيل إلى خلاصها إلا إذا اعترفت بمكان بهزاد،‏ وإلا فهي ملكٌ‏ لابن الفضل.»‏ وأشارت

إليه أن يأخذها.‏

200

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!