11.10.2020 Views

75919582

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الأمني واملأمون

يؤنسها فلم تجد خريًا من أن تدعوَ‏ جدتها إليها،‏ فكتبت إلى دنانري بطاقة شكت فيها

استيحاشها وسألتها عن جدتها ثم عهدت إلى القهرمانة في توصيل البطاقة إلى دنانري في

قصر املأمون،‏ وكانت فريدة تتمن َّى القيام لدنانري بمثل هذه الخدمة،‏ فأسرعت في إرسال

البطاقة إليها في الخفاء.‏

فلما وصلت البطاقة إلى دنانري،‏ سارعت إلى أم جعفر وأطلعتها عليها فقالت هذه

لها:‏ ‏«أرسليني إليها ودعيني أمُتْ‏ عندها؛ فقد كنت أظنهم سيُطلِقون سراحها بعد أيامٍ‏

فإذا هي باقية إلى أجل غري مُسمٍّى.»‏

فقالت دنانري:‏ ‏«هل تذهبني إليها متنكرة؟»‏

قالت:‏ ‏«أخاف إذا عرفوني أن يزيدوا في التضييق على ميمونة.»‏

فقالت:‏ ‏«أرسلك إلى صديقتي فريدة على أنكِ‏ مُربية ميمونة،‏ وأوصيها بأن تُقيمك

معها،‏ ولا أظنها إلا فاعلة.»‏

فأثنت عبادة على غريتها ولبست ثيابها وود َّعتها،‏ وركبت حمارًا توجهت به إلى

مدينة املنصور،‏ ومعها رسول من دنانري إلى القهرمانة،‏ فلما وصلا إلى قصر املنصور

بعث الرسول بكتاب دنانري إلى القهرمانة،‏ فأدخلت عبادة القصر،‏ ولم تَخْ‏ فَ‏ عليها حقيقة

حالها،‏ كما أنها لم تكن تجهل أمر ميمونة،‏ لكنها تجاهلت في الحالني رغبةً‏ في إخفاء

ذلك عن أهل القصر؛ لأنها كانت من جُملة الذين غمرتهم نعم البرامكة وأُجبروا على

كتمان شكرهم،‏ ولا تسل عن سرور ميمونة بجدتها حتى أصبحت لا يهمها أن يطول

احتباسها هناك.‏ ولم تجد بُدٍّا من إطلاعها على ما دار بينها وبني بهزاد وما تبادلاه من

عواطف املحبة حتى بلغت إلى الكتاب فأخبرتها بضياعه.‏ ولم تكن عبادة غافلةً‏ عما بني

الحبيبني ولكنها كانت تتجاهل أحيانًا،‏ وقد ساءها ضياع الكتاب في القصر،‏ وأصبحت

تخاف العقبى.‏

أما سلمان فكان أثناء ذلك يُغري الأمني بخلع أخيه،‏ وكان يستعني على ذلك بالفضل

بن الربيع وابن ماهان،‏ وظل الفضل يُلح على الأمني في ذلك مدفوعًا بخوفه من انتقام

املأمون منه إذا أفضت الخلافة إليه.‏ وكان الأمني يترد َّد في الأمر إن لم يكن خوفًا من

العواقب فحفظًا للعهد أو عملاً‏ برابطة الإخاء.‏ فلما كثر إلحاح الفضل عليه زايله الترد ُّد

وبقي عليه أن يشاور أمه زبيدة؛ لأنه كان يؤمن بسداد رأيها،‏ وكانت تقيم يومئذٍ‏ بقصرها

‏«دار القرار»‏ بقرب قصر الخلد،‏ فترد َّد بني أن يركب إليها وبني أن يستقدمها إليه في

قصر املنصور،‏ وظل يفكر في ذلك حينًا ثم غلب عليه حب ُّ اللهو فشُ‏ غل بصيد السمك

168

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!