18.06.2023 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

التبادل املعريف بني البصري والذاتوي:‏<br />

يذهب علي طالب يف جتربته إلى الفعل<br />

الذاتوي يف تفكيك شيفرة اللوحة عبر<br />

مجموعة من االجتراحات التقنوية التي تتغذى<br />

من معارفه وخبراته يف أنواع األداء املتعدد<br />

الذي يسهم يف منح عمله الفني متعة بصرية<br />

مركبة ممتعة وخصبة،‏ متعة تذهب إلى احلفر<br />

يف أدمي اللوحة للوصول إلى أسرارها املعقدة<br />

واملركبة.‏ فعمله حصيلة تفاعل متنوع بني<br />

خطاب البيئة وتأمالته الشخصية يف طبيعة<br />

الوجود الكوني وموقفه الشخصي منه،‏ تأمالت<br />

تنتج مفاهيم ذاتية يف مسألة احلب واملوقف<br />

من البؤس وقضايا اإلنسان املعاصرة.‏<br />

من هنا جند سطوحه التصويرية مبثابة<br />

تضاريس ذات طبقات عديدة مبنية على<br />

صورة األثر الظاهر واملمحي يف الذكريات،‏<br />

حيث تواكب سينوغرافية يف التطور األسلوبي<br />

املتعدد امللضوم بسياق املعاجلات والبناء،‏<br />

وذلك مبا يتجاوز األكادمييات التقليدية يف<br />

اللوحة والتي متثل البوابة املنفتحة على شتى<br />

تيارات احلداثة يف مواضيع فنية عديدة<br />

كالنحت اجلديد واخلزف والرسم والغرافيك،‏<br />

لتجتمع كل تلك احليوات يف مسار واحد يعبر<br />

بشكل جلّي عن أسلوبية متحققة،‏ ثم جنده<br />

يتحول بأسئلته اجلمالية من املرسوم خطياً‏<br />

إلى املنحوت بأبعادها املتصادية يف وجودها.‏<br />

فالرأس الشاهق باجتاهه إلى الفراغ العلوي<br />

هو محض تيه بعيد يف فلك السؤال،‏ رأس<br />

يعرج بنظرته إلى قبة بعيدة،‏ مسافة الفراغ يف<br />

العروج بني األرضي والسماوي،‏ رأس يشير إلى<br />

أكثر من معنى ومحمول.‏ ويف كثير من األحيان<br />

يتحول إلى سطح يستقبل جميع عناصر العمل<br />

الفني محتفظاً‏ بشكله اخلارجي،‏ ويتحول كأسا<br />

يصب ما يف جمجمته من هواجس وأفكار<br />

وأسئلة،‏ ويتمظهر جسد املرأة داخل مساحة<br />

الرأس وتتحول تلك املرأة املغناج إلى محمول<br />

فكري وإغرائي يف مشهدية متحولة لينة،‏ كما<br />

لو أنه يشير إلى عضوية العالقة بني أنثوية<br />

الشكل وذكورية التفكير فيه،‏ كتراث انشغل<br />

فيه الفكر العربي عامة،‏ بل امتد إلى بعض<br />

الطقوسيات الدينية عبر التاريخ.‏ فقد شكّل<br />

الرأس املقطوع،‏ بحضوره املأساوي مساحة من<br />

التراجيديا التشكيلية التي تعيدنا إلى معانٍ‏<br />

معتقدية وسياسية،‏ حيث تتوحد مأساة الكائن<br />

يف صيرورة املجهول املخيف.‏ إنها الفكرة<br />

امللتحمة بغموض وجود اإلنسان ومعاناته<br />

السيزيفية،‏ وتتحقق من خالل محموالت<br />

تشفيرية وجمالية.‏ هذا الرأس الذي أصبح<br />

إناء ملعان وأفكار مركبة،‏ ونراه يف حتوالت<br />

عديدة يف سياق وجوده البصري والفكري.‏<br />

فتارة يظهر الرأس كمساحة تصويرية تستقبل<br />

عناصر تكوينية وأفكار كمساحة اللوحة ذاتها<br />

لكنها بصيغة الرأس بخطوطه اخلارجية،‏ وتارة<br />

أخرى يظهر كرأس مجرد،‏ أو ميتلك بعض<br />

املالمح املختزلة ، كتحوالت حيوية تتبادل<br />

فاعليتها التعبيرية.‏ لكننا نوجه يف العادة<br />

رأساً‏ مبهماً‏ يدرج يف ذاكرتنا كمحور للتفكير<br />

واالستهداف،‏ فكم من رأسٍ‏ قُطِ‏ عت نتيجة تلك<br />

األفكار التي يحملها،‏ فهو محور ضرورة يف<br />

حياة األنسان،‏ بل هو مركز التحليل واملواقف<br />

والثورات واالعتقاد والتمرد،‏ واخلوف كذلك.‏<br />

هو منطقة للتعريف مبا يحمل من هيئة،‏<br />

فالهيئة بال رأس ال اسم لها،‏ فجاءت رؤوس<br />

علي طالب لكي تقدم سؤاالً‏ مركباً‏ ومتوالداً،‏<br />

أسئلة منَ‏ ‏َتْ‏ يف الرؤوس كرموز تعبر عن وجودنا<br />

بأبعادها الالنهائية.‏<br />

لقد كسر الفنان يف تلك الرؤوس مفاهيم العمل<br />

األكادميي عبر التحوير وإثارة التعبير القوي<br />

الذي يعبر عن املوضوع املطروح بصورة تعبيرية<br />

فاعلة.‏ فالعني املفزوعة يف الرأس تعبر عن<br />

قوة يف التعبير اخلرائبي مبا يواجهه اإلنسان،‏<br />

علي طالب.‏ شغق.‏ 2009<br />

زيت على القماش.‏ 200 x 200 سم<br />

مجموعة خاصة<br />

مواد مختلفة على الورق.‏ 56 x 76 سم<br />

مجموعة حاصة،‏<br />

134

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!