18.06.2023 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

إمكان االخبار ملأولها.‏ فللرمز أو األشكال<br />

الرمزية دور يف إدراك العالقة ما بني الذات<br />

وما يوجد خارجها.‏ ولدى يونغ ‏»تعدّ‏ الرموز<br />

واألحالم مادة ثرية لدراسة الفن اإلنساني التي<br />

تتجسد فيها األمناط األولية لالشعور اجلمعي<br />

يف أبلغ صورها«‏ .<br />

للرأس طبقاته املفاهيمية التي تكثفت يف<br />

وعينا اجلمعي،‏ وهذه العالمة متتلك شموليتها<br />

وجدليتها يف حقل التأويل،‏ بوصفها عالمة<br />

حسيّة كونية تارة،‏ وعالمة ذات طابع ثقايف<br />

مجرد،‏ مما مينح هذه العالمة ‏)الرأس<br />

اإلنساني ) زخماً‏ يف سيرورة التأويل،‏ حني<br />

نألفها يف جتربة الفنان تسكن يف مركز<br />

جاذبية املعنى .<br />

إن هذه العالمة املنتقاة لدى علي طالب حتيلنا<br />

إلى حقل من املؤوالت ذات االمتداد الالمحدود<br />

بني احلقل الثقايف ‏)اجلمالي - االديولوجي(‏<br />

الذي ينتمي له الفنان،‏ وأرسته مجموعة<br />

الدالالت املسننة يف سيرورتها السيميائية<br />

ضمن نسق معني ، واحلقل احملدد كوجود<br />

زماني فضائي وزماني.‏<br />

الرأس ‏)عالمة كبرى(‏ تزخر بها جتربته ،<br />

بوصفها مهيمنة تناولتها اخلطوط واأللوان<br />

ولغته التصميمية واألعمال النحتية والتركيبية<br />

كتكوينات فاعلة يف نسيج الصورة اإلبداعية<br />

لديه.‏<br />

للرأس حكاية تبوح بسرديتها عبر ‏)أجيال(‏<br />

أعماله،‏ إذا شئنا التحقيب والقراءة احملايثة<br />

لتلك العالمة يف السياق الزمني لتجربته<br />

كرونولوجيا ، والذي يدعونا للحفر عميقا<br />

حتت آثار املعنى يف حقول الوعي ، حيث تتقنع<br />

الرغائب ومياسم الالوعي .<br />

‏»فاإلنسان يستطيع أن يكون ذاتا وهوية فقط<br />

من خالل وعيه باحلرية،‏ ومن خالل عالقة<br />

واعية بالزمن « على حد تعبير ‏)كير كجارد(.‏<br />

صارت الذات لديه ‏»ذاتاً‏ فردية « امتصت<br />

جماليات العالم احمليط وأعادت صياغة<br />

أمثولتها بفردانية .<br />

وتعد جتربته من التجارب القالئل يف قدرتها<br />

البالغة لإلنصات الداخلي للذات التي ترتشح<br />

بلياقة تصميمية عالية ممسوسة بوهج<br />

عاطفي يف أشكاله املؤنسنه،‏ وعالماته التي<br />

حتسن االنتقال من تعينيتها األيقونية إلى<br />

الفاعلية الرمزية،‏ كرموز يف مستويات متعددة<br />

من التدليل واالنفتاح العالمي .<br />

أشكال الرؤوس املجتزأة واملوضوعة يف عزلتها<br />

وتكتمها البليغ كرفوف لعذابات ال تنتهي ،<br />

حيث أثخنت مالمحها بندوب وجراح مستدمية<br />

عصيّة على النسيان حتيلنا لعالم من احليرة<br />

والتساؤالت املريرة عن سر هذه الرؤوس<br />

املقطوعة يف طفوف التهميش والقمع الفكري<br />

واإلقصاء صرخات عميقة ومدوية يطلقها<br />

الفنان عبر تلك الوجوه التي حتاورنا يف<br />

طقسها املبجل ، ووحدة موضوع حافظ الفنان<br />

كثيراً‏ على ثباته وتأكيده.‏<br />

فالرؤوس الرقيقة املسكونة بجمالها اإلنساني<br />

تبدلت بفعل عوامل تعرية األلم حيث حتمل<br />

تذكارات من جراحاتها املستمرة ، وصارت<br />

خطوطاً‏ تشاكس مرونة البشرة احلية ونسيجها<br />

الترف جمالياً‏ ، يف لوحة،‏ أو عمل ورقي،‏<br />

وكرافيكي ، إذ تظهر مياسم األلم الغائرة بعمق<br />

كندوب يف وجه إنسان حتول إلى حجر منحوت<br />

‏،ال يحمل تلك النياشني ملأساته اخلاصة<br />

كفرد،‏ بل كمعادل موضوعي وشاهد على آالم<br />

77

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!