18.06.2023 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

علي طالب..‏ امللك سرجون.‏ 1999<br />

زيت على القماش.‏ 70 x 60 سم<br />

مجموعة خاصة<br />

هواجس علي طالب الذهنية بني داللة الرأس واجلسد<br />

محمد العامري<br />

عن معرضه االستعادي يف املتحف الوطني األردني<br />

لم يتخل الفنان علي طالب »1944« عن هواجسه التي الحقته يف مسيرته الفنية الطويلة،‏ ومتثلت يف أغلبها بتشخيصات<br />

مرمّزة ومشفّرة.‏ تشخيصات جتُ‏ اري التجريدية من حيث اختزال اخلطوط واألشكال وتداخالتها مع املساحة العامة<br />

للعمل.‏ إنه نفسه كائن تأليفي يخلق من قصة عشق مساحة لتشفيرها فنياً،‏ عائداً‏ إليها بتقنيات تراكمية تعطي سطوحه<br />

التصويرية قيمة مضافة،‏ كأنه حفّار أراد لنفسه أن يكشط األشكال الغائبة يف طبقات التقنية ويعيد حضورها إلى<br />

العيان.‏<br />

يقدم الفنان علي طالب يف كل عمل من أعماله أسئلة دون التورط باملكاشفة املباشرة،‏ معوّالً‏ على قدرة املتلقي على<br />

التأويل والكشف عن إشراقات العمل احملمّل بطبقات مركّبة من األصباغ واأللياف واألكاسيد،‏ كأنه يقتطع من أرض<br />

صخرية مساحة ليحفر فيها كاشفاً‏ عن معانٍ‏<br />

متوالدة ال نهايات لها.‏<br />

تلك احلفريات اللونية املركبة هي محض بحث<br />

عن غرابة ما يف طبيعة التمظهر البصري<br />

للمساحة ذاتها مبنحها قيمة جاذبة للعني لكي<br />

حتدّق يف تفاصيلها وآثارها.‏ تت<strong>حر</strong>ك األفكار<br />

لديه عبر أبعاد فكرية وفلسفية يحققها<br />

بوساطة رؤية جمالية يف سياق عناصر اللوحة<br />

التي أصبحت جزءاً‏ أساسياً‏ من صفات<br />

أعماله،‏ مثل الرأس واليد والبروفايل«وجه«،‏<br />

واجلسد املتشظي،‏ والوردة،‏ واملرأة،‏ والبيضة<br />

وحتوالتها الفكرية يف قصة اخللق ومواصلة<br />

احلياة.‏ تلك عناصر جامعة لنطاق احلقيقة<br />

وخارجها،‏ وتبدو تعبيرية يف مشهدياتها<br />

املتحولة واحملورة كسياق عام لصياغات العمل،‏<br />

جامعاً‏ فيه بني مزاجني متفقني،‏ مزاج البناء<br />

الغرافيكي ومزاج بنائية الرسم والتلوين.‏<br />

فكانت تعبيريته خارج مسار التعبيرية املتعارف<br />

عليها،‏ تعبيرية مقترحة تخص علي طالب<br />

وحده.‏ أرى أن هذا نوع من مؤشرات إذكاء<br />

التأويل املتوالد والذي يقودنا إلى محموالت<br />

مركبة يف تفكيك العمل الفني لدى علي<br />

طالب،‏ كمن يشعل فكرة ما لتبدأ تداعياتها<br />

يف سياقات اخلطوط واملساحات والفراغ،‏<br />

والتركيز على منت ما يف العمل عبر قوة اللون<br />

وملعانه املعدني،‏ منتقالً‏ يف سير منظومات غير<br />

محددة كناقل للمشاعر العاطفية والنفسية<br />

امللغزة.‏<br />

املهم يف جتربة الفنان علي طالب هو السياق<br />

التجريبي يف كل لوحة،‏ إذ يشكل التجريب قيمة<br />

أساسية تقوده لعوالم مدهشة،‏ ورمبا تكون يف<br />

بعض األحايني صدفوية لكنه يعيدها إلى سياق<br />

بنائه الفني الذي عرف به.‏<br />

وها هويقدم لنا يف صاالت املتحف األردني<br />

الثالث مجموعة من تاريخه الفني الذي سار<br />

يف مسارات تراكمية تدلل على أصالة التجربة<br />

127

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!