18.06.2023 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

أن النبرة التعبيرية عندي أتت من هذا العمل<br />

التخطيطي اجلداري الذي كان مبثابة إسقاط<br />

ملا عانيته من عقوبات جسدية من قبل عمي«.‏<br />

ويتذكر على طالب،‏ ابن البصرة،‏ شط العرب<br />

وماؤه،‏ والنساء الالتي يغسلن فيه الصحون،‏ ثم<br />

طريق ابي اخلصيب الزراعي،‏ ورائحة القدّاح<br />

النافذة يف الربيع،‏ وقهوته يف مقهى ب«حمدان«،‏<br />

قرية سعدي يوسف التي قال عنها:‏<br />

الليلُ‏ سيهبطُ‏ مثلَ‏ ضبابٍ‏ أزرقَ‏ يف ‏»حمدانَ«.‏<br />

سيمتدُّ‏ اللبالبُ‏ المُزْهِ‏ رُ‏ يف الدمِ‏ … سوف<br />

يكونُ‏ شميماً.‏<br />

كان يشرب قهوته مع كبار السن يف القرية،‏<br />

فالشباب منشغلون يف أعمالهم.‏ أما بدر شاكر<br />

السياب،‏ فقد شاهده على جسر ساعة سورين،‏<br />

منحنياً،‏ يشعل سيجارته،‏ كانت تلك هي الصور<br />

األكثر تعلقاً‏ يف ذاكرته.‏<br />

يف تلك األيام،‏ شارك يف تأسيس جماعة الظل،‏<br />

التي سميت بهذا االسم ألن أفرادها ‏»امتلكوا<br />

هاجساً‏ كونهم يف الظل«،‏ كما يقول علي طالب،‏<br />

وكان من أعضائها:‏ شاكر حمد،‏ موريس حداد،‏<br />

سلمان البصري،‏ وآخرين.‏<br />

بعد أن أكمل دراسته الثانوية،‏ التحق بأكادميية<br />

الفنون اجلميلة يف بغداد،‏ وبعد تخرجه منها،‏<br />

عمل ملدة سنة يف الكويت،‏ ثم عنيّ‏ يف البصرة<br />

مبعهد املعلمني ملدة أربع سنوات،‏ ثم عاد إلى<br />

بغداد بسبب تنسيبه إلى التلفزيون التربوي،‏<br />

ثم عمل يف معهد الفنون اجلميلة كمدرس يف<br />

السبعينات وملدة سنتني،‏ حصل بعدها على<br />

إجازة دراسية يف القاهرة،‏ حيث درس أربع<br />

سنوات يف قسم التصميم الطباعي.‏<br />

عاد يف الثمانينات إلى بغداد التي أحس بأن<br />

وجوده فيها كان مؤقتاً،‏ بالرغم من حبه لها،‏<br />

ويعلل ذلك بقوله:‏ ‏»رمبا ألن ال طفولة لي فيها،‏<br />

وال ندوب من ذلك الزمان البصراوي،‏ زمان<br />

الطفولة.‏ كنت أشعر بأنني لست أكثر من<br />

زائر من زوارها،‏ بالرغم من ذلك كان هناك<br />

ما يربطني ببغداد،‏ وهو الفن وأصدقائي:‏<br />

اسماعيل فتاح الذي كان صديقي اليومي<br />

تقريباً،‏ ورافع الناصري،‏ وسالم الدباغ«.‏<br />

يف بغداد الستينات سيتأثر كما تأثر<br />

أقرانه بتعاليم املعلم البولندي ارمتوفسكي<br />

واليوغساليف الزسكي.‏<br />

ويف عمله كفنان سيهتم علي طالب بجمال<br />

املادة،‏ كما هي،‏ وقبل أن تبوح بشيء.‏ وكإنسان<br />

سيحب جمال الصلة بالناس،‏ فهو رجل<br />

حياة،‏ وما أعماله الفنية إال تسجيل ليومياته<br />

علي طالب.‏ محاكمة.‏ 1975<br />

زيت على اخلشب..‏ 100 x 100 سم<br />

مجموعة املتحف الوطني للفن احلديث،‏ بغداد<br />

9

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!