18.06.2023 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

وعيه،‏ خبرته يف جسده،‏ خصامه الفكري<br />

األول،‏ استقالله،‏ إرادته النامية.‏ وألني اطلعت<br />

نسبياً‏ على نشاطه الفني يف االثني عشر عاماً‏<br />

األخيرة التي غاب فيها عن الوطن أستطيع أن<br />

أؤكد أنه ما زال يعيد إنتاج نزعة الستينيات<br />

الرمزية اإلنسانية،‏ وما زالت الذات املتأملة<br />

بالنسبة إليه هي الباني واحلاكم واملبدد.‏<br />

أرى أن أقدم هنا بعض اإليضاحات :<br />

فالستينيات الفنية تتقدم على الستينيات<br />

الشعرية وتختلف عنها.‏ الفنانون املجددون<br />

بعكس األدباء املجددين لم يصارعوا مرجعيات<br />

قوية وال أشباحاً‏ بل صارعوا منتجني أحياء،‏<br />

وضمن مؤسسة ثقافية قائمة على التدريب،‏<br />

من هنا حظيت جتديداتهم باالعتراف واآلهلية<br />

بسرعة،‏ وأكثر من هذا راح أساتذتهم الكبار<br />

يدخلون إلى لعبة التجديد وقادوا بعض<br />

افتراضاتها.‏ إزاء ذلك أرى أن الستينيات فنية<br />

أكثر مما هي أدبية باملعنى العام للكلمة،‏ ألنه<br />

حتى يف الشعر والنثر لم يعد مهماً‏ ماذا يقال،‏<br />

بل كيف يقال.‏ لم تعد املراجع أكثر أهمية من<br />

التجربة الشخصية،‏ واألخيرة يف الفن أضحت<br />

قوة أخالقية.‏ أطلقت الستينيات مفاهيم<br />

اخلبرة الذاتية،‏ واخلبرة املعاشة،‏ والداخل،‏<br />

والصدق الفني،‏ كما اهتمت مبشكالت الوجود.‏<br />

أما من الناحية الفنية فقد قامت بتجديد العمل<br />

الفني تبعاً‏ للعواطف والنزق وعدم اليقني،‏<br />

لكنها اتخذت نزعة تأكيدية ظهرت يف معاودات<br />

اشتبكت مبوضوعات تند عن جروح ومعاناة<br />

وروح معذبة مجروحة.‏<br />

تبدو حالة علي طالب بالنسبة إلى جيله<br />

متطرفة بعض الشيء،‏ فتطلبه العاطفي يعاد<br />

إنتاجه يف اإلنكار واملراوغة،‏ من هنا كان<br />

دائم احلذف واالختزال،‏ وقد فضل أن يعمل<br />

بأشكال معدودة تفي باحتياجاته،‏ بتطلبه<br />

وإنكاره ومراوغاته،‏ لكن مناوراته اجلمالية<br />

املدهشة كانت جتعل منها جديدة.‏ فيما عدا<br />

ذلك كان يستطيع أن يقيم مسرحاً‏ إميائياً‏ بال<br />

أفعال روائية،‏ من هنا وجدتني يف عام 1988<br />

أكتب عنه وأنا أفكر بشيخوف،‏ وبقدر ما<br />

كان يجدد يف املعاجلات الفنية والتقنية ظل<br />

يعيد إنتاج رموزه القدمية:‏ الرؤوس نفسها،‏<br />

اليد،‏ اإلصبع،‏ أحياز كابوسية،‏ عالقات املرأة<br />

والرجل،‏ واجلنس،‏ احلب واملوت..‏ والعالقة<br />

األخيرة كانت موضوعة معرضه الذي اقيم يف<br />

علي طالب.بدون عنوان.‏ 1977<br />

اكريلك على القماش.‏ 100 x 100 سم<br />

مجموعة االبراهيمي،‏ عمان<br />

36

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!