18.06.2023 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

نافذة الروح وراء نظارتها السوداء وأصباغها<br />

املصطنعة مثال،‏ هي ليست امرأة بقدر ما هي<br />

موضوع عمل فني - وصورة – لها مقومات<br />

جمالها املستقل عن كل شرط إال ما يفرضه<br />

إحساس الفنان ورؤيته لشعرية اجلمال.‏<br />

يتكرر الرأس واملرأة يف أعمال علي طالب<br />

بشكل أو بآخر،‏ وكالهما موضوع قدمي جديد<br />

لديه.‏ فالفرد هنا كيان حاضر شكالً‏ وغائب<br />

مضمونًا،‏ ألنه يف واقع األمر كيان مغّيب:‏ فهو<br />

إما رأس مغرق بالتفاصيل ‏)الذكريات مثال(‏<br />

التي حتجب املالمح وحتيله إلى شكل متحجر،‏<br />

أو امرأة تتخفى حتت قناع أو زينة مبهرجة،‏<br />

ويف كال احلالني تبدو احلقيقة ملتبسة،‏ وذلك<br />

ما يجعل املشاهدة أو املشاهد طرفًا يف لعبة<br />

احلضور والغياب.‏<br />

مع إطاللة عام 1998 م اتخذ الفنان علي<br />

طالب قراره املفاجئ بترك عمله يف األردن<br />

ليستقر يف هولندا.‏ كان قرارًا أدهش كل<br />

معارفه وأصدقائه،‏ وفوجئنا نحن القريبني<br />

منه،‏ كيف لهذا اجلنوبي النابت على شواطئ<br />

البصرة ومياه فراتيها أن يختار التوجه نحو<br />

أصقاع شمالية ليعايش فيها غربة اللغة وغربة<br />

املكان ناهيك عن غربة املناخ.‏ ومع أننا بقينا يف<br />

شك مما سمعنا،‏ ظنًّا منا أنها رحلة لن تطول<br />

ألكثر من أسابيع،‏ فقد أصبح استقراره هناك<br />

يقينًا.‏<br />

لدى مشاهدتي معرضه الشخصي الذي أقامه<br />

يف الب<strong>حر</strong>ين ‏)قاعة الرواق 2001(، واستعراض<br />

أعماله التي نفّذها يف هولندا،‏ وجدت أنها<br />

جاءت لتؤكد أن املكان غير األرض،‏ وأن<br />

من كان ذا ذاكرة متخمة باألحداث والرؤى،‏<br />

واحترق بنار التجارب ال ميكن أن يغادر املكان،‏<br />

بل سيظل املكان ساكنًا فيه،‏ وسيظل ميتح<br />

من أعماق بئره ما يرطِّ‏ ب به جفاف الغربة<br />

وقسوتها فوق تلك األرض البعيدة الباردة.‏<br />

102

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!