ماكو فضاء حر للابداع -2-2023
مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.
مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
مقاربة عالماتية<br />
علي طالب.. جتربة فردانية مستمرة وأسئلة جلوجة<br />
مكي عمران<br />
»ان األعمال الفنية الناجحة بوجه عام تدوم<br />
وتبقى حاملة معها تاريخها األصلي، أو عاملها<br />
الذي انحدرت منه وآلت اليه »جادامر.<br />
إن التمثالت التي زخرت بها التجربة<br />
اإلبداعية للفنان علي طالب بوصفها عرضاً<br />
أو حدثاً أنطولوجياً، ما هي إال تنامي لنسق<br />
من العالمات البصرية وانفتاحها العالمي،<br />
والتأويلي، حيث تعاود االنبثاق عبر زمكانية<br />
ومترحالت التجربة، معاودة احلنني لتلك<br />
الصورة األصلية بوصفها فيضاً منها؛ فال<br />
غرابة يف معثر التجربة أن نحظى بلقى أصيلة<br />
تدهشنا يف معاودة ظهورها عبر حتقيبات<br />
جتربته الزاخرة بلغتها الرمزية ،ومنظومتها<br />
اإلشارية لتعزيز وظيفتيها اجلمالية<br />
واالتصالية.<br />
ينمو السطح التصويري بثراء من لغته اخلاصة<br />
)الّلون خطية( و )السطح تراكبية ) بأنساق<br />
بنائية مانحة وجودها املادي فعل االنوجاد<br />
كعالمة ماثلة ومتعينة، ومن خالل محاكاة<br />
األجزاء للكل ،فكأنه كائن حي يستدعي<br />
اإلحكام يف بنائه وتفاعل أجزائه عالئقياً .<br />
نصوص علي طالب اجلمالية تنحاز بجدية إلى<br />
هذا اإلحكام يف بنائيتها ،ووحدتها التصميمية<br />
التي وسمت العديد من التجارب الستينية<br />
احلداثية يف العراق أيضاً.<br />
عزّز الفنان ذاته ومؤكداً هويته اإلبداعية من<br />
خالل وعيه لفردانية جتربته واستمرارها مثمناً<br />
القيمة املعنوية لفرادة التجربة وتأكيداً لذاته،<br />
محققاً قدراً ملموساً من االستقالل الذاتي يف<br />
معطيات التجربة الفنية بعيداً عن التأثيرات<br />
اخلارجية، ومن دون االجنرار لهوس اخلطاب<br />
اجلمعي الفني.لقد شق لذاته لغة خاصة<br />
يف صياغة األشكال، وطرائق البناء،واإلثراء<br />
اجلمالي، وبقت الكثير من عناصره التشكيلية<br />
تزاول دميومتها يف مرجل التجريب والتطور<br />
وبالغة أثرها، ومؤكدا استمرارية وجودها<br />
بالرغم من كل احملطات التي مكث فيها<br />
وتخطاها، معززاً تنامي جتربته الشتراطات<br />
التحوالت الداخلية يف اشكال التذويت من<br />
خالل تكثيف عالئق النفس والذات يف رحاب<br />
التجربة الفنية التي امتدت طويالً وأسهمت يف<br />
إرساء الطابع األنطولوجي ألشكاله املائزة التي<br />
تزاول مع املتلقي لعبة السميوز يف انفتاحها<br />
72
Change language