18.06.2023 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

علي طالب.‏ هدية.‏ 1985<br />

زيت على القماش.‏ 80 x 80 سم<br />

مجموعة خاصة..‏<br />

علي طالب :<br />

سيرة فنية للرأس،‏ لون عاطفي،‏ وحالة البصرة!‏<br />

سهيل نادر<br />

سوف أذكر ما حييت األيام اجلميلة التي<br />

قضيتها يف ضيافة علي طالب بداره يف أربد.‏<br />

أذكر أحاديثنا بوجه خاص والتي لم نخصص<br />

منها للفن إال اجلانب العارض منه ، أعني<br />

األفكار التي تداولناها بشيء من االستخفاف<br />

. كانت مواقفنا تتفق يف هذا السياق،‏ فاألفكار<br />

عن الفن هي كل شيء االّ‏ الفن . أما التجربة<br />

الفنية احملددة ، فهي شيء آخر ملموس ،<br />

ميكن وصفها يف سياق تعابيرها اخلاصة<br />

وأوجاعها . بيد أن علي طالب ال يتحدث عن<br />

جتربته الفنية ألنها تُعاش عنده بتذمر صامت<br />

وعذب.‏ وهي دائما بداهة تكذّب كل كالم عنها<br />

حتى لو كان كالمه هو.‏<br />

حالة البصرة<br />

أجمل أحاديثنا وأكثرها حماساً‏ كانت عن ذلك<br />

اجلزء من حياتنا الذي نحبه ونبتعد عنه..‏ ذلك<br />

اجلزء الذي نسترجعه يف الذاكرة،‏ ألننا فقدناه<br />

، ونواصل فقدانه،‏ ولن يعود.‏ لهذا اجلزء اسم<br />

، سوف أطلق عليه ‏)البصرة(،‏ وقرينه ‏)حالة<br />

البصرة(‏ .<br />

إنني ال اخشى أن أصنع أساطير ههنا.‏ أحيانا<br />

نخشى احلياة ، فننسج صورة خيالية ألنفسنا<br />

تصحبنا فيها قرائن وخرائط واقعية.‏ أعتقد<br />

أن البصرة متثل ملن غادرها،‏ لوناً‏ عاطفياً‏ ،<br />

طريقة نتناول فيها األمور،‏ آداب سلوك ، إميان<br />

بطيء،‏ تفهم يظهر كهزة رأس لكنه ال يعني<br />

املوافقة.‏ قد يكون هذا األمر مجرد زعم ، أو<br />

وهم اكتسبناه من حياة لم تعد مقنعة فنحاول<br />

تخيل طريقة حياة سابقة لنا ، أسهمت يف<br />

خلقنا . لكن البصرة ليست وهماً‏ على اية حال<br />

.. وكيف ميكن تعيني طفولتنا من دونها؟<br />

حسن .. لقد سقط رأسينا يف البصرة ‏)هذا<br />

الرأس الذي سيحوله علي طالب إلى مكان(،‏<br />

فكان هناك شيء مشترك بيننا.‏ هذه املصادفة<br />

العارضة – بالطبع – ال جتعلنا مشتركني<br />

بالشيء نفسه،‏ إال إذا حدث شيء ميده بطاقة<br />

عاطفية ، كشعور باخلسارة على سبيل املثال ،<br />

استطالة طفولية من الذاكرة ، ومن يدري ، قد<br />

يكون عبئاً‏ يكبس على صدرينا .<br />

ال أعرف البصرة جيداً‏ ، فقد غادرتها وأنا<br />

طفل صغير،‏ وتراءت لي كمدينة حلمية،‏ بعيدة<br />

، ال أصل إليها.‏ كانت هناك أحاديث عائلية<br />

غذّت بي انتماءً‏ ال أستطيع أن أستهلكه يف<br />

حياتي ألنه موجود يف حلمي ليس إال.‏ أما<br />

هو فكان يعرفها جيداً،‏ فأضحى معيني يف<br />

احلصول على بُعد إضايف ألحالمي عنها.‏<br />

لقد اكتشفت من أحاديثي معه أن البصرة<br />

شكلت بالنسبة إليه حضناً‏ آمنا نام يف دفئه<br />

مرة واحدة ولم ينم بعدها إالّ‏ قلقا.‏ هي مسقط<br />

رأسه ومدينة شبابه ، ثم باتت رمزاً‏ لكل حب<br />

غادره أو فقده ، مستعيده باألحالم ، وأحيانا<br />

عن طريق السخط واإلنكار.‏ عندما تذكر<br />

علي طالب.‏ احلاضر.‏ 1985<br />

زيت على القماش.‏ 80 x 80 سم<br />

مجموعة خاصة.‏<br />

21

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!