18.06.2023 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

حلالة حب.‏<br />

هذه الكائنات الشفيفة التي حتوم بالقرب<br />

من الرؤوس واألجساد تلقي ‏)بكحل أجنحتها )<br />

نثاراً‏ و على الوجود الصلب املثخن جراحاً،‏<br />

قد نلمح فراشة سوداء مأخوذة من أقبية<br />

التحنيط ورفوفه البيولوجية لتستفزنا جمالياً‏<br />

بوجودها املستشف يف صحن خزيف الزوردي<br />

تام النقاء ‏)الرغبة،‏ سيراميك،‏ 2009، القطر<br />

‎51‎سم(‏ .<br />

يعمد الفنان يف بعض جتاربه إلى تشكيل<br />

مجموعة من البيوض بألوانها املقترحة<br />

واملفارقة من مختبره اجلمالي،‏ بوصفها<br />

عالمات فردية ايقونية،‏ وبانفتاحها يف دينامية<br />

التأويل تتسع لصياغة وجودها كعالمات<br />

‏)ممثلة معيارية رمزية تصديقية(،‏ حتيلنا<br />

لطاقة وجودية مكتنزة داخلها بوصفها إمكانية<br />

الوجود املتحقق مستقبالً‏ ككائن حيّ‏ ، ففعل<br />

احلياة واالنوجاد يتالزم داللياً،‏ بهذا التوسيم<br />

وبصياغتها اجلمالية املترفة ليعيد لنا تلوينها<br />

كما يشاء أي يستدرجها لقاموسه التشكيلي<br />

بفعل التلوينات الغرائبية لبيوض صفراء،‏ أو<br />

حمراء ‏)فاقع لونها ) مخططة تارة أو منقطة<br />

أو سوداء تارة أخرى.‏ هذه املفارقة احلادة عن<br />

مألوفيتها األيقونية لونيا يسهم الفنان يف رفد<br />

قاموسنا الثقايف مبقترحاته اجلمالية،‏ مستفزاً‏<br />

آفاق توقعاتنا.‏<br />

الشفاه املعبأة بالشوق تدنو من أنفسنا<br />

باكتنازها اإليروتيكي ‏،وبصمتها املختوم <br />

مزمومة الشكل ‏،تطرح علينا أسئلتها التي<br />

تسهم يف فتح آفاق من التلقي واالستجابة<br />

بيننا وبني اللوحة ‏)ذات الفنان(و ذواتنا،‏ هذه<br />

التشاركية واحلوارات اخلفية العميقة التي<br />

يحسن علي طالب إثارتها،‏ وإدارتها يف أعماله،‏<br />

تعزيز تداولية الذات املشار إليها.‏<br />

إن الوضع اجلانبي ‏)برفايل(‏ للمرأة بوجه<br />

خاص يشكل عالمة مائزة ميكننا عدّها<br />

سمة أسلوبية متحدرة من جتاربه املبكرة ويف<br />

أفق متعدد التحوالت والتنامي،‏ حتى وإن<br />

استعاد صورة الشكل رسومياً‏ فأنه يثري<br />

ذائقتنا اجلمالية بالتقنيات املتعدة التي تزخر<br />

بها أعماله ، فسطوحه التصويرية نابضة<br />

مبستويات من الطبقات اللونية املتراكبة.‏<br />

متنحنا أعماله قدراً‏ عاليا من اللياقة اجلمالية<br />

يف تأملها واالجنرار بشغف يف تضاعيفها<br />

حني تستدرج بصيرتنا عبر نافذة الروح<br />

يف تتبع طاقة التدرج اللوني،واالفتتان بهذه<br />

االنسيابية،وكأننا ندلف شطآن طفولتنا.‏<br />

مانحا املتلقي هذا القدر من التكثيف اجلمالي<br />

لتلقي وعي ال<strong>فضاء</strong> املهيمن يف أعماله،‏ مقراً‏<br />

بوجوده يف ‏)مسرح اللوحة مسرح الوجود(‏<br />

‏،وعلى املتلقي استجماع بؤرة الترميز يف<br />

موضوعاته عبر شتات األشكال اإلنسانية<br />

احملطمة تارة ‏)جسد أنثى ممزق ) ‏،أو عبر<br />

شكل غير متعني تارة أخرى ‏،مجسداً‏ بألوان<br />

سميكة طبقة ناتئة تتقدم آفاق اللوحة،‏<br />

وسطحها األملس الذي يستدرجنا يف <strong>فضاء</strong>اته<br />

الرمادية لتأمل وجود إنساني شبحي لرجل<br />

على جدران كهف اللوحة ‏)أعماقها ‏/ذات<br />

الفنان ) حيث يعيد ألذهاننا جلاجة األسئلة<br />

التي تدور يف رحى بني أشكال احلقيقة<br />

واإليهام ؛ ليثري فاهمتنا عند استجابتنا<br />

الواعية لتأمل الدالالت املبثوثة من نصوصه<br />

وهي متنحنا قدراً‏ ال يستهان به من لياقة<br />

التأويل.‏ الصورة ( 2(<br />

التمظهر الغارق يف جتسيداته للجسد<br />

علي طالب.وجه جانبي . 2003<br />

حبر على الورق.‏ 48 x 60 سم<br />

مجموعة خاصة<br />

علي طالب..‏ اهال بعودتك.‏ 2019<br />

اكريلك على القماش.‏ 120 x 120 سم<br />

مجموعة االبراهيمي،‏ عمان<br />

علي طالب.بدون عنوان.‏ 2018<br />

اكريلك على القماش.‏ 120 x 80 سم<br />

مجموعة خاصة<br />

75

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!