18.06.2023 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

رافع الناصري،‏ عالء بشير،‏ علي طالب<br />

ونزار الهنداوي.‏ 1985<br />

علي طالب.‏ الغاء.‏ 1990<br />

اكريلك على القماش..‏ 56 x 76 سم<br />

علي طالب:‏ في البدء كان عصفور أبي!‏<br />

عمار داود<br />

التقيته يف إحدى مقاهي عمان،‏ ساعياً‏ إلى<br />

معرفة شخصيته الطيبة بكينونتها العراقية<br />

الظاهرة يف لهجته وطريقته يف التعبير عن<br />

األشياء وعن نفسه.‏ أحسب ان لهجته ودأبه<br />

على توكيدها،‏ تتماثل مع لغة جسده،‏ وطرقه<br />

يف ممارسة حياته،‏ تلك احلياة التي قضى أكثر<br />

من ثالثة عقود منها مستمتعاً‏ بوحدته،‏ مؤكداً‏<br />

كفايته بواسطتها،‏ تلك التي طاملا تذمر منها<br />

رفاقه.‏<br />

وبالرغم من أنه مليء بذكريات طفولته يف<br />

البصرة،‏ والتي أسهب يف ذكرها،‏ إال أن ذكرى<br />

واحدة لظهيرة بصراوية قائظة ظلت حاضرة<br />

يف مخيلته.‏ كان يومها ابن أربع سنوات،‏<br />

مستلقياً‏ قرب أبيه الذي أخذ ورقة ورسم<br />

عليها عصفوراً،‏ سيعتبره علي طالب بعد<br />

سنوات عديدة ‏»فايروس الفن«‏ الذي أصابه<br />

منذ ذلك الوقت املبكر من حياته.‏<br />

وسيظهر عصفور أبيه املرسوم بني فترة<br />

وأخرى يف أعماله،‏ فهو ذلك العصفور الذي<br />

أعجب به،‏ حتى صار ثيمة ما انفك يستخدمها<br />

يف عدد من أعماله الفنية.‏<br />

إزاء ذلك سيتذكر عمه الذي كان صارماً‏<br />

ومتشدداً‏ معه.‏ سيتذكره جيداً،‏ وكان هو ابن<br />

أخيه األكبر املدلل،‏ إال أن عمه فرض عليه<br />

العودة إلى املنزل من املدرسة من غير تأخير،‏<br />

وبعكس ذلك كان يلقى منه عقاباً‏ جسدياً‏<br />

صارماً.‏ يتذكر الفتى علي أنه كان يدخل يف<br />

غرفة مبنزله تستخدمه العائلة كمخزن،‏ وكانت<br />

فيه أكوام من الفحم،‏ فراح يرسم به على<br />

احلائط صورة تخطيطية لشخص،‏ بعج أن<br />

أنهاه راح يضربه ضرباً‏ مبرحاً‏ بالعصا،‏ تاركاً‏<br />

عليه آثار ندوب مازال يتذكر جمالها األخاذ<br />

حلد اليوم.‏ كان هذا بالتأكيد نوعاً‏ من رد فعل<br />

ملعاناته من عقوبات عمه،‏ ولقد تكرر هذا<br />

الرسم حتى تراكمت صور هذا الشخص على<br />

احلائط لعدة مرات.‏<br />

يقرن علي طالب هذا احلدث بتحوله إلى<br />

نزعته التعبيرية يف املستقبل،‏ فيقول:‏ ‏»أعتقد<br />

6

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!