ماكو فضاء حر للابداع -2-2023
مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.
مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
هذين االثنني املرأة والرجل، يلجأ من أجل<br />
تخفيف احلزن إلى استعمال القناع، فتكون<br />
الداللة أقسى وأشد إيالماً. يقول يف تفسير<br />
جلوئه إلى القناع: هناك أشياء متوت قبل<br />
أوانها ولذلك »أجلأ إلى اإلخفاء مدفوعاً<br />
بهاجس الزوال«)7(. وهذا ما يحدد جانبا<br />
من خياراته الفنية من حيث املوضوع أو<br />
طريقة التعبير عنه ولذلك فهو يف موضوع<br />
املرأة والرجل مثال »أ<strong>حر</strong>م أبطالي من متعة<br />
املشاهدة، لئال تتحول لديهم املرئيات إلى<br />
ذكرى فجيعة« )8(. ألن الشيء يخلق الرضا أو<br />
يؤدي إليه، فاملوت، أو باأل<strong>حر</strong>ى العدم، يحيط<br />
باإلنسان، وحتى باألشياء من كل ناحية، وكل<br />
ما يستطيعه اإلنسان يف رحلة احلياة أن يترك<br />
خدوشاً أو عالمات تدل عليه وتدل على أنه مرّ<br />
هنا، وأنه حلم وحاول وتبدد!<br />
إن املوت وإن لم يشر إليه باالسم أو مباشرة،<br />
شديد احلضور يف لوحة علي طالب، إذ<br />
باإلضافة الى حالة الصمت األقرب اليهم التي<br />
تخيم على الشخوص داخل اللوحة ومتنع<br />
تبادل احلديث بينهم حتى باحلدود الدنيا،<br />
فإن النظرات فيما بينهم ليس فقط ال تلتقي<br />
وإمنا تهرب من بعضها، وكأن لديها شعوراً<br />
باخلطيئة، إذ مجرد لقاء العيون معصية<br />
يحسن عدم ارتكابها!<br />
يف سياق رحلة هذا الفنان وبحثه عن إجابات<br />
لألسئلة الكثيرة التي متلؤه نصل إلى:<br />
البروفيل. لقد كتب جبرا إبراهيم جبرا عن<br />
هذه املرحلة كتابة خصبة وذات داللة، فإذا كان<br />
دأب هذا الرسام أن يصور شخوصه مواربة،<br />
فإن صورة هذه املرحلة جانبية غامضة يضاف<br />
إليها القناع لتبدو كثيمة خرساء، يفعل ذلك<br />
ليقول لنا عن الطبيعة احلقيقية التي تربط<br />
بني الشخوص »فالبروفيل هنا رمز الفصل<br />
الرهيب، هذا العزل بني الوجه، ال يتقن<br />
مأله بالتناقضات أحد كالفنان علي طالب<br />
ويف اجلمع بني البروفيلني تصوير للمفارقة<br />
األليمة بكل سخريتها اجلارحة التي يعبر<br />
فيها الفنان عن وضع إنساني هو يف صلب<br />
الدراما املتكررة يف لوحاته، هي دراما مقلقة<br />
تثير تساؤالً مستمراً، وتطالبنا بإعادة النظر<br />
64
Change language