18.06.2023 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ويقول علي طالب يف صدد الرأس كموضوع:‏<br />

‏»ال أقصد بالرأس أنه مقطوع،‏ فهو عندي<br />

إشارة اختزالية للجسد اإلنساني«.‏<br />

وللرأس شأن يف تاريخ الفن،‏ منذ لوحات رأس<br />

يوحنا املعمدان على الصحن،‏ إلى رأس تيودور<br />

جيريكو املقطوع باملقصلة،‏ ورأس بيكاسو يف<br />

اجلورنيكا،‏ مروراً‏ برأس فرانسيس بيكون<br />

الصارخ،‏ وغيرهم.‏<br />

يهرب علي طالب من سؤال الالمعنى<br />

والالجدوى،‏ الذي كنت قد سألته عنه،‏ فهو<br />

يواجهه،‏ ويشدّد على أن ال يسمح لنفسه أن<br />

ترتبك بسببه.‏ لعالج ذلك يقول:‏ ‏»أنشغل بأن<br />

أصنع األشياء لكي أنسى هذا السؤال،‏ وحتى<br />

سؤال اللوحة املتعلق مباهيتها أو مفرداتها،‏<br />

املهم عندي هو أن أصنع شيئاً‏ أجده أمامي<br />

وال أبحث عنه.‏ ال أريد أن أضيع يف متاهات<br />

البحث عن معنى أو عن مفردات.‏<br />

قال لي علي طالب مراراً،‏ إنه يبدأ مما<br />

يُسميه ‏»ارتكاب حادثة«،‏ أو بتعبير آخر:‏ من<br />

ملسة )touch( جريئة،‏ ورمبا:‏ ‏»ال تنسجم مع<br />

سجيتي«‏ حسب تعبيره،‏ فهي مثل رمية نرد،‏<br />

تستدعي التفكير واملخيلة التي ستتشكل من<br />

خاللها معالم لوحة.‏ لكنه يستدرك ليعارض ما<br />

قاله : ‏»بعض األعمال تشبه عندي التصميم.‏<br />

إن عمل ‏)حتية إلى مايكل اجنلو(،‏ فيه تربص<br />

مسبق باملوضوع،‏ إذ كانت هناك موحيات<br />

حاضرة فعَّلَت مخيلتي،‏ فحني زرت الفاتيكان<br />

شاهدت متثال ‏)الرحمة(‏ الجنلو الذي بهرني،‏<br />

وخصوصاً‏ الروح التي غمرته،‏ حتى أنني<br />

تعمدت أن اضع نسخة مصغرة له أمامي كي<br />

أستوحي منه عملي.‏ هنا إذاً،‏ لم توجد صدفة،‏<br />

وإمنا قصدية،‏ واحلال ذاته كان مع عمل فريدا<br />

كاهلو.‏<br />

ويف نبرة حزينة يردف علي طالب بالقول:‏<br />

‏»الفنانون النمطيون ينتجون بطبيعة حالهم<br />

17

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!