18.06.2023 Views

ماكو فضاء حر للابداع -2-2023

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

احلوار والتفاعل بني األساليب واملدارس،‏<br />

إلى أن جاءت ثورة متوز 1958 وكانت حصيلة<br />

ملخاض طويل،‏ فعكست كل ما كان يدور يف<br />

اخلفاء أو حتت السطح وعبّرت عن تطور<br />

إضايف يف مجال الفكر والسياسة وصيغ<br />

العالقات.‏ وقد تواصلت هذه احليوية يف<br />

بعض املجاالت وتراجعت يف مجاالت أخرى،‏<br />

إذ استنزفت القوى السياسية والفكرية نفسها<br />

وبعضها بسبب الصراعات اجلانبية،‏ واحتدام<br />

املواقف على الشعارات والسيطرة،‏ كما أن<br />

غياب بعض الرموز الفنية يف وقت مبكر كجواد<br />

سليم أدى إلى اضطراب املسارات وإلى تراجع<br />

يف بعض احلقول،‏ وأدى أيضاً‏ إلى كم كبير<br />

من األسئلة وسيطرة حالة احليرة خاصة وأن<br />

تطورات عديدة حصلت على مستوى العالم.‏<br />

ولكي نقدّ‏ ر حالة االحتدام التي كانت تسيطر<br />

على الفن والفنانني خالل تلك الفترة يجدر<br />

بنا أن نستعيد فترة الستينات يف العراق ثم<br />

يف املنطقة وصوالً‏ إلى العالم.‏ لقد كانت<br />

مرحلة صراعات وحتوالت كبرى وظهور أفكار<br />

وأساليب ومدارس يف حقول املعرفة والفن،‏<br />

وكانت أيضا املرحلة التي كشفت وتكشفت عن<br />

مقدار كبير من حقول املعرفة والفن،‏ وكانت<br />

أيضا املرحلة التي كشفت وتكشفت عن مقدار<br />

كبير من التخلف العربي ومدى النواقص<br />

والتشوهات املوجودة يف هذا الواقع وتاليا<br />

ضغط الضرورة للتغير واالنتقال ملواجهة<br />

هذه التحديات سواء يف املفاهيم واألساليب<br />

أو املستوى مما يتطلب ثورات يف مجاالت<br />

متعددة مبا فيها الفن.‏ وسط هذا املناخ أجنز<br />

علي طالب دراسته األكادميية،‏ وألن ثورة متوز<br />

وإجنازاتها خبت وأخذت تتراجع،‏ فقد اندفعت<br />

أكثر من مجموعة ويف حقول متعددة تبحث<br />

لنفسها عن حلول وآفاق جديدة تستوعب<br />

تطلعاتها وطموحاتها.‏ وهكذا توصل علي<br />

طالب ونفر من أصدقائه إلى تشكيل ‏»جماعة<br />

املجددين«‏ إلى جانب التشكيالت األخرى<br />

التي أنشأها فنانون آخرون )5(. إن الدافع<br />

لتشكيل جماعة املجددين:‏ عدم الرضى عما<br />

هو قائم والبحث عن اجلديد والتواصل مع<br />

<strong>حر</strong>كة الفن يف العالم.‏ إن الدافع بالدرجة<br />

األولى سلبي،‏ فالذين يكونون هذه املجموعة<br />

يتفقون تقريباً‏ على الرفض لكن لكل منهم<br />

أسلوبه ورؤياه اخلاصة،‏ وبالتالي تطوره الذي<br />

قد يختلف نوعياً‏ عن اآلخرين،‏ وهذا ما سوف<br />

يتضح الحقاً‏ خالل فترة ليست طويلة سواء<br />

من حيث تطور كل واحد من املكونني لهذه<br />

املجموعة بطريقته اخلاصة أو من حيث املدة<br />

الزمنية التي سيعيشها هذا التجمع.‏ فإذا<br />

أخذنا علي طالب بوجه خاص جند أن عالقته<br />

بهذا التجمع تضعف ما أن غادر بغداد عائداً‏<br />

إلى البصرة،‏ كما أن املشهد الواقعي الذي ميّز<br />

أسلوبه يف مرحلة معينة لم يلبث أن تراجع<br />

واجته نحو التلخيص أوالً،‏ ثم أخذ يقترب<br />

من التجريد،‏ وبطريقته اخلاصة بعد ذلك.‏<br />

هذا مع التأكيد أن األسئلة التي يطرحها على<br />

نفسه ويبحث لها عن إجابات،‏ وحالة التجريب<br />

التي ميّزت الكثير من أعماله خالل هذه<br />

املرحلة،‏ ثم مناخ القلق واحليرة الذي طبع<br />

جتاربه،‏ هذه الصفات ظلت ظاهرة يف مسيرته<br />

خالل هذه الفترة،‏ خاصة وقد أضيف عامل<br />

جديد وهام:‏ حزيران ! 1967<br />

إن الرواد باخلطوات الكبيرة التي أجنزوها<br />

على مستوى الرسم والنحت،‏ وأيضا باجلهد<br />

النظري لتأسيس مرتكزات معتمدة على<br />

جذور قوية،‏ استطاعوا الوصول إلى اجلذور<br />

الرافدينية ثم اإلسالمية،‏ وقد ترافقت هذه<br />

مع االستفادة من <strong>حر</strong>كة الفن العاملية من<br />

حيث االستقبال والتأثر واملتابعة،‏ ويف نفس<br />

الوقت محاولة اكتساب شخصية محلية لها<br />

صفة املكان واملرحلة التاريخية.‏ هذا اإلجناز<br />

الذي قدمه الرواد لم يحل دون <strong>حر</strong>كة األجيال<br />

وأصداء ما يحصل يف األماكن األخرى ثم<br />

<strong>حر</strong>كة التفاعل ما جعل اجليل الذي تال الرواد<br />

ينظر لتأكيد اختالفه مع الذين سبقوه،‏ يف<br />

محاولة لكي يتميز وأن يقدم رؤياه ثم إجنازه<br />

اخلاص به،‏ وأيضاً‏ للبحث عن شخصية جتعله<br />

مختلفاً.‏ ولقد استطاع عدد من أفراد هذا<br />

اجليل من الفنانني تقدمي إجنازات الفتة<br />

للنظر،‏ ومتكن املتفوقون منه إثبات جدارتهم<br />

ومواصلة املشوار،‏ وكان علي طالب واحداً‏ من<br />

هؤالء.‏ فهذا الفنان الذي ظل مثابراً‏ على<br />

البحث والتجريب،‏ وكان شديد التطلب،‏ قدم<br />

يف معارض متتالية فردية وجماعية النتائج<br />

التي توصل إليها،‏ ورغم ما تشير إليه من<br />

61

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!